و «من دون الرحمن» تتسع إلى معنيين هما :
١ ـ الضد .. وعليه تنصرف الآية إلى الشركاء الموهومين والقوى التي يغتر بها الكافرون كالمال والسلطة فإنّها كلّها لا تنصرهم ضد الله ، ولو نصرتهم جدلا فهي لا تنفعهم شيئا.
٢ ـ أو تكون الآية منصرفة إلى الشفعاء فإنّهم كذلك لا يمكن أن يشفعوا لأحد من دون إذن الله ورحمته ، فلما ذا يجعل الإنسان بينه وبين ربه حجبا ووسائط ، وهو قادر على الاتصال بمصدر الرحمة والنصر؟!
إنّ الشفعاء الحقيقيين كالأنبياء والأولياء ليسوا بدائل عن طاعة الله ، وعن الدعاء إليه مباشرة ، بل هم وسائل وسبل إلى الرحمن سبحانه.
(إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)
والغرور هو الوهم. أترى كم هو مغرور ذلك الغبي الذي يزعم أنّه قادر على مقاومة الإنفجار النووي بيمينه؟! بلى. قد يزخرف القول ويخادع نفسه ولكنّه عند مواجهة الحقيقة يكتشف أنّه إنّما كان في غرور محيط ، وإنّنا نرى اليوم مدى الغرور الذي فيه قوى الاستكبار العالمي ، لما تملك من ترسانات الأسلحة ، والقدرة الاقتصادية ، ولكن أين هذا كلّه من قدرة الله المطلقة حتى يبارزونه عزّ وجل ويدّعون أنّهم سوف ينتصرون على الحق؟!
وعادة لا يكتشف الغرور إلّا بعد فوات الأوان عند ما يصطدم الإنسان بالحقيقة المرة حيث لا ينفعه شيئا.
ونتسائل : ألم يكن من الأنسب أن يذكر هنا أسماء العزة والقوة بدل اسم