«الرحمن» حيث أنّ السياق سياق التحدي ، ولكنّنا عند التدبر نهتدي إلى إشارة لطيفة في ذكر اسم «الرحمن» فكأنّ القرآن يقول للإنسان بأنّ مصالحك الحقيقة تجدها عند صاحب الرحمة ، فلما ذا تتخذ الشركاء من دونه؟!
عند ما تضيق مذاهب الحياة أين نلجأ. أو ليس إلى رحاب رحمة الله؟ وحينما تتوالى المصائب والنكبات إلى من نجأر. أو ليس إلى حصن الرحمن؟
[٢١] وإنّه لثابت فطريّا وعمليا لذوي العقول أنّهم إنّما ينتصرون على المشاكل والتحديات بفضل الله ، ولا يلمسون أثرا لقوى أخرى تنصرهم ويستعينون بها عند الشدائد سواه سبحانه ، وعند ما تحبس السماء غيثها هل يقدر الشركاء المزعومون أن ينزلوه؟ كلّا .. ألا ترى كيف يجار الإنسان عند ما يحبس رزقه إلى ربه ، تبعه إلى ذك الفطرة ، ويحثّه العقل؟!
(أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ)
ويبدو أنّ الرزق هو أرضية الاكتساب ، فلو لا أنّ الأرض خصبة والمياه متوفّرة هل يمكن للزارع أن يكتسب منها شيئا؟! ولو لا أنّ البلد يكون فيه معادن ومنابع هل يمكن للصناعي أن يطوّر صناعته أو يستخرج نفطا أو ذهبا أو حجرا كريما؟!
وهكذا يتقلب البشر في رزق الله يكتسب منه معاشه فإن انعدم الرزق لم يبق معاش ، ولكن بالرغم من وضوح هذه الحقيقة ترى الكفّار يصرّون على الكفر والغرور.
(بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ)
لجّ ولجاجة : عند في الخصومة ، وتمادي في العناد إلى الفعل المزجور عنه ، ولجّ