(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (١) ، وروى البرقي عن أحد الأئمة ـ عليه السلام ـ : إنّ الله تبارك وتعالى أدّب نبيه فأحسن تأديبه ، فقال : «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ» فلمّا كان ذلك أنزل الله «إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (٢) ، وهذه بعض أخلاقه ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «كان رسول الله حييّا لا يسأل شيئا إلّا أعطاه» (٣) ، وكان يقول لأصحابه : «لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا ، فإنّي أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر» (٤) ، و «كان أجود الناس كفّا ، وأكرمهم عشرة ، من خالطه فعرفه أحبّه» (٥) ، «وكانت له إذا شرب الماء ثلاثون سنّة ، وليس من خلق حسن إلّا وكان الأسوة فيه ـ صلّى الله عليه وآله ـ» (٦) «بحيث اعترف له بذلك العدو والصديق ، والمسلم وغيره» (٧).
[٥] رابعا : ويبقى المستقبل دليلا فصلا يكشف عن الحقيقة للجميع ، وهنالك يتبيّن العاقل والمجنون ، فهل هو أبو لهب وأعداء الرسالة الذين خلّدوا باللعنة ، أم الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأتباعه الصادقون؟
(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ)
باعتبار كل المقاييس المادية والمعنوية عند ما يأتي المستقبل بالحقيقة.
__________________
(١) آل عمران / ١٥٩.
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٣٨٩ نقلا عن بصائر الدرجات.
(٣) موسوعة بحار الأنوار / ج ١٦ ص ١٣٠.
(٤) المصدر.
(٥) المصدر.
(٦) راجع المصدر من / ص ١٩٤ الى ص ٢٩٤.
(٧) راجع كتاب المائة الأوائل للدكتور مايكل هارت.