في مؤخّر خف الرائض ، أو عصا في رأسها حديدة تنخس بها الدابة (١) فتستثار لتحث المشي. وما أكثر ما جرّ المترفون بهمزهم القيادات عبر التاريخ إلى مواقف وآراء راح ضحيتها الأبرياء والصالحون. ولعلّ من وسائل همزهم النميمة التي يبالغون فيها وفي المشي بها بين الناس كما تمشي جراثيم الأوبئة بالمرض.
(مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)
فأنّى ما حلّ وارتحل حمل معه داء التفرقة ، والنميمة هي نقل كلام الناس على بعضهم عند بعض ممّا يميت الألفة ويحيي الفتنة ، وهي بذلك تعدّ من أعظم الذنوب وأخطرها لأنّه يهدّد وحدة الأمّة وصفاء أجوائها ، وإلى هذه الحقيقة وردت الأحاديث الإسلامية : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة (منهم :) العيّاب والساعي في الفتنة» (٢) ، وقال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبة ، الباغون للبراء العيب» (٣) ، وقال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «ثلاثة لا يدخلون الجنة : السفّاك للدم ، وشارب الخمر ، ومشّاء بنميمة» (٤).
٣ ـ منع الخير عن الغير والاعتداء عليهم وممارسة الإثم ، وهذه كلّها من الصفات اللصيقة بالمنافقين إذ أنّهم يريدون الخير لأنفسهم فقط ، لذلك يقفون أمام أيّ محاولة من قبل القيادة للإصلاح ، ويمنعونها بالتعويق والتثبيط عمليّا وبالرأي ، فليس من صالحهم أن يعمّ الرفاه الاقتصادي كل أفراد المجتمع ، وأن تزال
__________________
(١) المنجد مادة همز.
(٢) كتاب المواعظ للشيخ الصدوق / ص ١١.
(٣) نور الثقلين / ج ٥ ص ٣٩٣.
(٤) الخصال / ص ١٨٠.