الطبقية ، لأنّ قوّتهم الاجتماعية والاقتصادية قائمة على معادلة الاستكبار والاستضعاف ، والغنى والفقر ، وبعبارة : على دماء الآخرين وحرمانهم.
(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ)
وتتسع الكلمة إلى مصاديق كثيرة منها أنّ هؤلاء حينما يتحلّقون حول القيادة يعملون على حصر اعتمادها فيهم ، وسد الأبواب أمام أيّة كفاءة سياسية أو إدارية أو اقتصادية ناشئة. وأعظم خير يمنعونه أئمة الهدى أن يأخذوا مواقعهم الشرعية في المجتمع .. وقد أشار القمّي في تفسيره إلى ما ذكرنا مؤوّلا فقال : (الخير أمير المؤمنين) (١).
ولا يكتفي المنافقون بمنع الخير عن الآخرين ، بل يتمادون في غيّهم إلى حدّ الاعتداء على حدودهم وحقوقهم ، ماديّا بضربهم إذا كانوا منافسين أو معارضين ، وباستغلالهم إذا كانوا من المحرومين ، ومعنويّا بالتهم المغرضة وتشوية سمعتهم و.. و..
(مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)
ولأثيم تفسيران : الأول : بالنظر للكلمة كشيء مستقل فيكون المعنى أنّهم في حدود علاقتهم مع الغير يتّصفون بمنع الخير والاعتداء ، وفي حدود أنفسهم يتّصفون بمخالفة أحكام الله (الإثم) كشربهم الخمر وظنهم السوء والحقد والحسد ، وبصورة مبالغة كمّا ونوعا ، لأنّ أثيم صيغة مبالغة من الآثم.
والثاني : بالنظر إلى الكلمة متصلة بما قبلها «معتد» وفي ذلك معان منها : أنّ اعتداءهم لا يقوم على الحق ، فهناك تجاوز على الآخرين بالحق كالذي أمر الله به في
__________________
(١) تفسير القمي / ج ٢ عند الآية.