فإنّ كذب كل مزاعمهم وظنونهم الباطلة يتبين بأجلى صورة في الآخرة.
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ)
وللكشف عن الساق تفاسير أهمّها :
ألف : قيل أنّه ساق العرش يكشف الله عنه يوم القيامة ، وقال الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ : «حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجّدا» (١).
باء : وأوغل البعض في الوهم إذ قالوا أنّه ساق الله سبحانه عمّا يصفون ، ورووا عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : (يكشف الله عزّ وجلّ عن ساقه) وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن منده عن ابن مسعود .. قال : عن ساقيه تبارك وتعالى .. وضعّفه البيهقي (٢) ، ويبدو أنّ ذلك من أفكار المجسّمة التي تسرّبت إلى الثقافات الدينية لدى بعض المسلمين ، كما اختلطت مع الأفكار المسيحية من قبل. وقد ردّ الفخر الرازي ردّا مفصّلا على هذه الخرافة في التفسير الكبير (٣).
جيم : وقد يكون الكشف عن الساق كناية عن أنّه يوم الجد والشدة ، وفي المجمع عن القتيبي : أصل هذا أنّ الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجدّ فيه يشمّر عن ساقه ، فاستعير الكشف عن الساق في موضع الشدة .. تقول العرب : قامت الحرب على ساق ، وكشفت عن ساق يريدون شدّتها .. قال الشاعر : قد شمّرت عن ساقها فشدّوا وجدّت الحرب بكم فجدّوا والقوس فيها وتر
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٣٩٥.
(٢) الدر المنثور ج ٦ ص ٢٥٤.
(٣) التفسير الكبير عند الآية في المجلد ٣٠.