لا نخوض في هذا الأمر بل نورد حديثا عن السلسلة مرويّا عن الإمام الصادق (ع) قال : «لو أنّ حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرّها» (١) ، ويحتمل أنّها سلسلة عظيمة تمتد في كلّ جهنم إلّا أنّ لها أذرعا طول الواحد منها سبعون ذراعا يسلك كل مجرم في أحدها (والله العالم). أمّا كيف يسلكون فيها؟ فهناك احتمالان :
الأول : أنّها تخترق أبدانهم ، كأن تدخل من أفواههم وتخرج من أدبارهم وتخرق بها أبدانهم من كل ناحية ، فأصل السلك من إدخال الشيء في الشيء ، كإدخال الإبرة في الخيط ، وكذلك ينظم فيه الخرز ونحوه ، ويقال دخل السلك العسكري أي انسلك في الجندية (٢).
الثاني : أنّه يطوّق بالسلسلة وتلفّ عليه فكأنّه يسلك فيها ، قال الزمخشري في الكشّاف : أي تلوى عليه حتى تلتف عليه أثناؤها (٣).
وقبل أن ننطلق مع الآيات في بيانها للذنوب الأساسية التي صارت بهم إلى ذلك العذاب المقيم نقف عند اللهجة القرآنية المتفردة بها هذه السورة ، أعني إضافة الهاء في الكلمات : (كتابيه ، حسابيه ، ماليه ، سلطانية) وما هو وزنها من الناحية اللغوية؟
لقد اختلف المفسرون والقرّاء أمام هذه الظاهرة القرآنية فقيل :
١ ـ أنّ الهاء للسكت والاستراحة ومن ثمّ يجب الوقف عندها بين الآيات
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٠٩.
(٢) المنجد مادة سلك.
(٣) الكشاف / ج ٤ عند الآية.