مرّة ، قال : كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث يأخذ ، قالوا : أمرت بغسله وصلّيت على جنازته ولحّدته في قبره ثم قلت إنّ سعدا قد أصابته ضمّة؟! قال : فقال (ص) : نعم. إنّه كان في خلقه مع أهله سوء» (١).
الخامسة : العفّة الجنسية.
إنّ ممّا يبعد المصلّين عن صفة الهلع هو سيطرتهم التامّة على شهواتهم ، فبينما تسيّر الآخرين غرائزهم وأهواؤهم تجد المؤمنين يوجّهونها على أساس القيم كيفا ومقدارا ، مما يعطيهم الثبات في شخصيتهم.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ)
ويفسّر علاقة هذه الآية بالآيتين السابقتين عن الخشية من العذاب حديث أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار اجتنب المحرّمات» ، وهذا يؤكّد العلاقة بين عقائد الإنسان المؤمن وسلوكه ، وأنّ المصلي بحقّ هو الذي يترجم القيم الإيمانية إلى حقائق واقعية في حياته ، فالتصديق بيوم الدين والإشفاق من العذاب ليس مجرد أقوال على ألسنتهم أو أفكار في أذهانهم ، بل هي واقع ملموس في شخصياتهم.
وبالتدبر في معاني الآية الكريمة نهتدي إلى الحقائق التالية :
ألف : إنّها باستثناء (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) شاملة للزوجين الرجل والمرأة ، فإنّ المرأة كالرجل مكلّفة بصيانة نفسها جنسيّا إلّا على زوجها ، وأن لا تبحث عن طرق ملتوية لإشباع غريزتها الجنسية.
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج ٦ ـ ص ٢٢٠.