هاء : ولعلّنا نقرأ في بطون الآية الكريمة أنّ المصلين يحسنون إدارة عوائلهم في كلّ الأبعاد ومنها الجنس ، بحيث تتصل الفروج المتعلّقة بهم إلى حدّ الإشباع جنسيّا وعاطفيّا ، مما يحفظها عن التفكير في ممارسة الجنس الحرام خارج إطار العلاقة الزوجية ، هذا ما يستفاد من السياق وبالذات من قوله سبحانه في خاتمة الآية (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) كما يأتي تفسيره.
وإنّ الدراسات العلمية في جنس الاجتماع لتؤكّد على أنّ أغلب الانحرافات في هذا الجانب ـ وبالتالي فشل الأزواج في حفظ أزواجهم وحصر علاقاتهم الجنسية بهم ـ مبتنية على سوء إدارتهم للعائلة.
إنّ الإسلام دين الفطرة ، ومعنى ذلك أنّه ينسجم مع طبيعة الإنسان ، والغريزة الجنسية غريزة طبيعية ، والإسلام لا يحاربها ، ولكنّه يفرض عليه منهجا سليما ، فهو من جهة يحرّم ممارسة الجنس الحرام ، ومن جهة أخرى يفتح المجال فيما يخصّ الزوجات وما ملكت اليمين.
(إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ)
وإذا عرفنا أنّ الزوجة تتعدّد في الإسلام إلى أربعة ، كما أنّها تشمل الدائمة والمؤقّتة ، فإنّ مصادر التمتّع بالغريزة الجنسية تكون متنوّعة ، خصوصا عند ما كانت الظروف مواتية لملك اليمين في ظلّ نظام الرّقّيّة الشائع في القديم.
(فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)
لا من قبل الله ولا من قبل الناس.
والغريزة الجنسية أشبه شيء بتيّار ماء عارم لا يدعه المؤمن يندفع حيث يشاء ،