بل يصنع حوله السدود ، ويحفر القنوات التي تستوعبه وتوجّهه إلى ما فيه الحقّ والصلاح.
(فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ)
نتيجة للشذوذ بممارسة الحرام زنا وغيره (١).
(فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ)
يقال عدى فلان : اعتدى ، وعدى في مشيه إذا أسرع وتجاوز الحدّ المعروف ، وهو الأصل ، والعادي : الظالم بالتجاوز. قيل : فأولئك الذين تعدّوا حدود الله ، وخرجوا عمّا أباحه لهم (٢). ومن مصاديق «وَراءَ ذلِكَ» الاستمناء (العادة السرية) ، فقد سئل الإمام الصادق (ع) عن الخضخضة فقال : «إثم عظيم قد نهى الله عنه في كتابه ، وفاعله كناكح نفسه ، ولو علمت بمن يفعله ما أكلت معه» ، فقال السائل فبيّن لي يا ابن رسول الله من كتاب الله ونهيه؟ فقال : «قول الله : «الآية» وهو ممّا وراء ذلك» (٣)
وإنّ من انتصر على هوى النفس ووسواس الشيطان بشأن الشهوة الجنسية فقد أوتي خيرا كثيرا ، قال الإمام الباقر (ع): «ما عبد الله بشيء أفضل من عفّة بطن وفرج» (٤) ، وهذه الرواية تفسر لنا العلاقة بين العفّة الجنسية وبين كون العفيف من المصلين الحقيقيين عند الله. وكيف يقيم الصلاة من يخبط خبط عشواء في الفواحش وربنا يقول : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ
__________________
(١) راجع سورة المؤمنون عند الآية : ٦ ـ ٧.
(٢) مجمع البيان / ج ١٠ ـ ص ٣٥٥.
(٣) تفسير البصائر / ج ٤٩ ـ ص ١٢٣.
(٤) المصدر / ص ١٢٢.