وَالْمُنْكَرِ) (١)؟ أي أنّ تجنّب الفواحش والمنكرات شرط أساسي لإقامة الصلاة بحدودها.
السادسة : رعاية الأمانات والعهد.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ)
قال العلّامة الطبرسي : الأمانة ما يؤتمن المرء عليه مثل الوصايا ، والودائع ، والحكومات ونحوها (٢) ، وقيل : كل نعمة أعطاها الله عبده من الأعضاء ، فمن استعمل شيئا منها في غير ما أعطاه الله لأجله وأذن له في استعماله فقد خانه (٣). وإطلاق المعنى هو الأصح ، فالأمانة كل ما استؤمن عليه الإنسان ، والعهد كل ما تعاقد عليه وقطع على نفسه الوفاء به. وأظهر مصاديق الأمانة العقل وما يفرضه من مسئولية اختيار الحق والذي يتجلّى في رسالات الله ، تلك الأمانة التي عرضها على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان. كما أنّ أظهر مصاديق العهد ما أخذه الله على بنى آدم أن يوحّدوه ولا يشركوا به شيئا ، والمشار إليه في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) (٤). وما هي قيمة الصلاة التي لا تردع الإنسان عن خيانة الأمانة والعهد؟ وما هي قيمتها إذا لم تعطه روح الوفاء بهما والرعاية لهما؟!
السابعة : القيام بالشهادة.
__________________
(١) العنكبوت / ٤٥.
(٢) مجمع البيان / ج ١٠ ـ ص ٣٥٦.
(٣) الميزان / ج ٢٠ ـ ص ٢١.
(٤) الأعراف / ١٧٢.