لا اتباعا لهوى أحد أو استرسالا مع ظرف محدّد.
٢ ـ إنّ بيان تعريف المصلين بهذه الصفات يعطينا مقياسا لتقييم أنفسنا ، وميزانا لمعرفة الناس من حولنا ، فما أكثر من يصلي ولكنه لا يقيم الصلاة ، فيكون له الويل واللعنة ، لا كرامة الله والجنة.
[٣٦] ومن بيان صفات المصلين التي هي ثمن الكرامة في الجنّات ينعطف السياق القرآني لانتقاد موقف الكافرين الذين يطمعون في دخول الجنة ، ويتمنّونها نصيبا ومصيرا من غير سعي واجتهاد ، مؤكّدا بأنّها منهجية خاطئة ، لأنّها تقوم على التمنّيات ، ولأنّها لا تقود إلّا إلى الخوض واللعب في الدنيا ، والخسران المبين في الآخرة.
(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ)
قيل أذلّاء (١) ، وفي المنجد : من ينظر في ذلّ وخضوع لا يقلع (٢) ، قال تعالى : (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) (٣) ، والأقرب هنا أنّ الإهطاع إسراع في ذل ، يقال : استهطع البعير في سيره أسرع ، وناقة هطعى : سريعة (٤). ويدل على ذلك قوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ* مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) (٥) أي مسرعين في إجابة داعي الله منكّسي رؤوسهم أمامه.
__________________
(١) القمي / ج ٢ ـ ص ٢٣٨.
(٢) المنجد / مادة هطع.
(٣) إبراهيم / ٤٣.
(٤) المنجد مادة هطع.
(٥) القمر /