انقضى أجلها» (١) كما يقول الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ.
ولعل بقاء المرأة في بيت زوجها أثناء العدة ـ بالذات مع ملاحظة ما ندب إليه الإسلام من التبرج والتزين لزوجها ـ صلاح كبير ، باعتباره يشدهما لبعضهما ، ويعيد الرجل إلى زوجته من زوايا إنسانية عاطفية وجنسية حيث يرى ضعفها وانكسارها بين يديه وحيث يرى الزينة والجمال ، ومن زاوية دينية باستشعار التقوى إن كان ثمّة طريق للرجعة والانسجام. قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «المطلّقة تكتحل وتختضب وتطّيّب وتلبس ما شاءت من الثياب لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : (لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) لعلها أن تقع في نفسه فيراجعها» (٢)
ويستثني القرآن مبرّرا واحدا تبين بسببه الزوجة من زوجها مباشرة بحيث يجوز له إخراجها من بيته فلا يكون بيتها ولا يتحمل مسئولية الإنفاق وما أشبه في العدة ، وهو أن تأتي بفاحشة.
(إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)
الأقرب أنّ الفاحشة هي المعاصي الجنسية وأظهرها الزنا والسحاق ، لقوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً) (٣) ، وفي ذلك جاء الحديث المأثور عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ حيث قال في تفسير الآية : إلا أن تزني فتخرج ويقام عليها الحد (٤) ..
__________________
(١) تفسير القمي / ج ٢ عند الآية الرابعة.
(٢) تفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٣٥٢.
(٣) الإسراء / ٣٢.
(٤) تفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٣٥٠.