ولكنّ الفاحشة المبيّنة تعم حتى سائر الذنوب الكبيرة ، وبالذات تلك التي تؤثر في العلاقات الزوجية ، كما جاء في عدة نصوص منها المروي عن الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ في تفسير الآية «أنّها الإيذاء» (١) ، ومنها المأثور عن الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ قال : «الفاحشة أن تؤذي أهل زوجها وتسبهم» (٢).
(وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ)
وما دامت حدود الله فهي مفروضة وواجب مراعاتها بالسير على هداها والخريطة التي ترسمها ، لما فيها من صلاح للفرد وللأسرة والمجتمع ، ولا يجوز للإنسان أن يصطنع لنسفه حدودا غيرها ويتبعها باللف والدوران ، أو بادّعاء أنّ القضية شخصية ، كلّا ... إنّما التشريع لله وحده.
(وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)
لأنّه لا تبقى سعادة ولا قيمة في العلاقات الزوجية التي لا تحكمها الضوابط ، ولأنّ المجتمع الذي لا يحترم النظام يحطم بعضه بعضا ويسوده الظلم والتبادل ، ولكنّ أجلى صورة لظلم الإنسان نفسه بتعدي حدود الله العذاب الذي يلقاه في الآخرة جزاء انتهاكه حرمة أحكام الله وشرائعه.
ويبيّن الله الحكمة الأساسية التي جعلت من أجلها العدة ، ووجب بقاء المرأة في بيت زوجها أثنائها ، وهي رجاء تغيّر المواقف وعودة العلاقة إلى حالها الطبيعي حيث الوئام والمحبة ، فلا يصح إذن أن يحكم الإنسان في لحظة غضب وانتقام وردّة فعل حكم يأس على علاقته مع شريكة حياته بأنّها لا تصلح أبدا ، فإنّ الأمور بيد الله يبدّل فيها كيف يشاء ، فربما عطف القلوب على بعضها ، وألفها بعد الفرقة
__________________
(١) المصدر ص ٣٥١.
(٢) المصدر.