والانبعاث بروح الأمل والتوكل. كذلك الآية تواجه الوسوسة الشيطانية التي تجعل البعض يزعم أن الرزق لا يتأتّى إلّا عبر الحرام ، لذلك يجد مثلا انفصاله عن دوائر الأنظمة ومؤسساتها أمرا لا يطاق ، بينما لو توكلنا على الله فسوف نجده عند حسن ظننا به.
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
أي الذي يكفيه ، ولا ينبغي للمؤمن أبدا أن يشك في قدرة الله على تحقيق ما يعد به ، مهما كانت الظروف صعبة ومعاكسة كما يبدو للإنسان فإن إرادته تعالى فوق كل شيء.
(إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ)
بلى. نحن البشر تثنينا الأسباب ، وتحول بيننا وبين ما نريد العقبات والموانع ، لأنّ إرادتنا محدودة ، أما الله فإنّ إرادته مطلقة. ولكنّه تعالى أبى أن يجري الأمور إلّا بحكمة وموازين.
(قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)
على الإطلاق ، فليس من شيء خارج على هذا القانون الإلهي العام ، وكما تحكم المقاييس الظاهرية الحجم والوزن والكثافة واللون والأجل وجود كل شيء ومن ذلك المشاكل فإنّ هناك سننا وقوانين معنوية تحكمه أيضا ، فلا يمكن للإنسان أن يجد رزقا حلالا من غير سعي مادي أو معنوي. ووعد الله برزق من يتقيه ويتوكل عليه أمر من أموره وهو لا ريب بالغه ، ولكنّه جعل لذلك موازين وضوابط «قدرا» ينبغي للإنسان معرفتها وحلّ مشاكله من خلالها ، ويجب عليه السعي في الحياة لتحقيق أهدافه وتطلعاته ومقاصده انطلاقا من الإيمان بهذه الحقيقة في تدبير