سقطا تم أو لم يتم أو وضعته مضغة فقال : «كلّ شيء يستبين أنّه حمل تم أو لم يتم فقد انقضت عدتها وإن كان مضغة» (١) ، ولا يعتد بالمدة أكانت ثمانية أشهر أو لحظة واحدة بين الطلاق ووضع الحمل. وقد تكون العلة التي صارت من أجلها عدة الحامل وضع الحمل أنّ مسئولية الحمل مشتركة بين الأم والأب لذلك تمتد عدتها زمنيا حتى تضع وقد يطول ذلك ثمانية أشهر ، كما أنّ ذلك يعطي للزوج فرصة أكبر للمراجعة والتفكير ، فعسى يعدو إلى تكفّل الولد بعد أن يلقي الله في قلبه حبه ، ولعل ظاهر الآية يدل على أنّ العدة تنقضي حتى لو أجهضت المرأة نفسها لأن المعول على وضع الحمل. أما الحامل التي يتوفّى زوجها فعدتها أبعد الأجلين ، فعن سماعة عن الصادق عن الباقر ـ عليهما السلام ـ قال : «المتوفّى عنها زوجها الحامل أجلها آخر الأجلين ، إن كانت حبلى فتمّت لها أربعة أشهر وعشر ولم تضع فإنّ عدتها إلى أن تضع ، وإن كانت تضع حملها قبل أن يتم لها أربعة أشهر وعشر تعتد بعد ما تضع تمام أربعة أشهر وعشر ، وذلك أبعد الأجلين» (٢)
(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
إذن فالطريق السليم الذي ينبغي للإنسان أن ينتهجه للخروج من العسرة والمشاكل المتأزّمة هو التقوى ، وخطأ ظن البعض أنه يصل إلى اليسر في أموره بمخالفة حدود الله وأحكامه.
(ذلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ)
وأمره أحكامه وتعاليمه.
(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ)
__________________
(١) المصدر ٤٢١.
(٢) المصدر ص ٤٥٥.