مشاكل اقتصادية تنتهي إلى انحرافات خطيرة بعض الأحيان.
وهذه الآية يجب أن يتخذها الإنسان شعارا في إدارة نفسه وأسرته. وحيث أنّ النفقة من واجبات الرجل تجاه أسرته وأهله فإنّ للمرأة الحق في طلب الانفصال عنه لو لم يؤدّها الرجل ، فعن أبي بصير عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : «إن أنفق الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة وإلّا فرّق بينهما» (١) ، ولكنّ الله يعطي الإنسان شحنة من الأمل برحمته ورزقه ، وفي نفس الوقت يدعو من طرف خفي الزوجة إلى الصبر والتحمل تسليما لقضاء الله ، وأملا في فضله ، فإنّها لا تدري لعل زوجها الفقير يصبح غنيّا مقتدرا بفضله تعالى.
(سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)
[٨] وبعد أن يبيّن ربنا هذه الحدود الشرعية يحذّر من عواقب خرقها وتعديها حيث الفشل والعذاب في الدارين ، فإنّها سنّة الله التي تتجلّى في تاريخ البشرية ، وهي كما تجري في المجتمعات الكبيرة حينما تحادد الله وتخرج عن أمره تجري في الأسرة ذلك المجتمع الصغير ، لأنّ سنن الله واحدة تجري في الموضوعات الصغيرة بمثل ما تجري في الحقائق الجليلة ، أرأيت سنّة الله في النار. إنّها تحرق سواء كانت في عود الثقّاب أو في فرن عظيم! من هنا علينا أن ندرس التاريخ لنعتبر به في سلوكنا الفردي في تنظيم حياتنا الأسرية وفي نظام المجتمع وحركة الحضارة .. لأنّ التاريخ تجسيد لسنن الله وسنن الله واحدة في الصغير والكبير.
وتنتظم الآيات اللاحقة في السياق العام للسورة (التقوى) من زاوية مباشرة لهذا الموضوع ، ذلك أنّ التفكر في مصير الأمم الماضية التي تمرّدت على شرائع الله وسننه فلقيت من العذاب ما لا يخطر ببال بشر كفيل بتنمية روح التقوى عند
__________________
(١) المصدر.