نذورهم أتى علي ومعه الحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ إلى النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ وبهما ضعف فبكى رسول الله (ص) ونزل جبرئيل بسورة : «هل أتى» (١).
[١١] (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً).
قال الحسن ومجاهد : نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم ، وقوله «فوقاهم» يدلّ على أنّ النجاة من عذاب ذلك اليوم والفوز بجنة الله ورضوانه نتيجة لأمرين هما : الخوف من الآخرة والعمل الخالص لوجه الله : وفي الرواية عن الإمام الباقر (ع) : قال : «قال رسول الله (ص) يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له : احتج ، فيقول : يا ربّ خلقتني وهديتني فأوسعت علي ، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسّر عليهم لكي تنشر عليّ هذا اليوم رحمتك وتيسّره؟ فيقول الربّ جلّ ثناؤه وتعالى ذكره : صدق عبدي أدخلوه الجنة» (٢).
[١٢] وهكذا يؤكّد ربّنا ـ سبحانه ـ على أنّ ثمن نعيم الآخرة الصبر في الدنيا فيقول :
(وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا)
على الطاعة ، وعن المعصية ، وعند المصائب والنوائب.
(جَنَّةً وَحَرِيراً)
ولعلّ في الآية إشارة إلى أنّ إخلاص الإنسان في عمله ، وخروجه من حبّ
__________________
(١) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤٠٥ بنقل صاحب نور الثقلين.
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٧٩.