أي ميعادا للعيش ، ووقتا مناسبا للاسترزاق ، وهكذا جعل الله في كلّ حيّ حاجة إلى النمو والاستمرار ، وأودع فيه إحساسا بهذه الحاجة لكي يسعى إليها ، ووفّر له فرص تحقيقها. أفلا يهدينا ذلك إلى أنّه المدبّر العليم ، وأنّه قادر على نشرهم إلى يوم الفصل ومحاسبتهم؟
[١٢] وهكذا جعل الله الأرض دارا مهيّأة لحياتنا وبنى فوقها سقفا محفوظا ، لكي لا تتساقط علينا النيازك والأحجار السابحة في الفضاء ولا ينزل علينا ما يضرنا من أشعة النجوم الضارة ومن حرارة الشمس المهلكة.
(وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً)
ما هي هذه السبع الشداد؟ هل هي المجرات المحيطة بمجرّتنا أو المنظومات الشمسية القريبة منا ، أم هي السموات التي زيّنت واحدة منها بالنجوم وهي التي نعرف عنها شيئا قليلا أمّا الست الباقيات فعلمها عند الله ... أم ما ذا؟
لعلّ أقرب المعاني هو ذلك الغلاف الجوي المحيط بالأرض ذو الطبقات المختلفة التي تمتد في عمق مائة كيلومتر ، وتشكّل سقفا متينا للأرض ، يحفظها من الأجرام التائهة في رحب الفضاء ومن الأشعة الضارة.
[١٣] من أين تستقي الأرض قدراتها؟ إنّها أمّنا فمن هي أمّها التي تغدق عليها بالطاقة؟ إنّها الشمس التي ترضعها عبر مسافة مائة وخمسين مليون كيلومترا تقريبا بالنور والحرارة ، ومن خلال أشعة الشمس تتغذى النباتات والأحياء وتتكون في الأرض المعادن المختلفة.
(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً)
ويبدو أنّ المراد من الوهج هو الأشعة حسب الراغب في مفرداته.