(لَفِي عِلِّيِّينَ)
قالوا : الكلمة هذه جاءت بصيغة الجمع ولا واحد لها من لفظها مثل ثلاثون وعشرون ، وقال بعضهم : بل انها من عليّ وهو فعيّل من العلو ، ثم قالوا معنى جمع هذه الكلمة العلو والارتفاع بعد الارتفاع ، كأنها أعلى الأعالي ، وقمّة القمم ، فأين هذا المقام؟ جاء في حديث مأثور عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنه قال : «عليّون في السماء السابعة ، تحت العرش» (١) وروي عنه (ص) أيضا أنه قال : «إن أهل الجنة يرون أهل عليين كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء» (٢).
وقال بعضهم : انه عند سدرة المنتهى ، وأنى كان فإنه مقام كريم ، يتواجد فيه المقربون ، وهم النبيّون والصديقون والخلّص من أولياء الله.
وانما يصعد العمل الى هذا المقام الكريم إذا كان صالحا خالصا لوجه الله حسب الحديث التالي : روي عن الامام الصادق ـ عليه السلام ـ عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ انه قال : «إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به ، فإذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل : اجعلوها في سجين ، إنّه ليس إيّاي أراد فيها» (٣).
[١٩] أين هذا المقام الأسمى ، وما ذا يجري فيه ، وكيف يتواجد فيه المقربون؟ وأين توضع أعمال الأبرار منه؟ إن معرفتنا بهذه الحقائق محدودة لأنها فوق مستوانا نحن البشر.
__________________
(١) القرطبي ج ١٩ ص ٢٦٢.
(٢) المصدر ص ٢٦٣.
(٣) نور الثقلين ج ٥ ص ٥٣٠.