ونخل مثمر وخصب كثير ، وبهذا الجبل أحجار العقيق وأحجار الحمشت وأحجار الجزع وهي مغشاة بأغشية ترابية لا يعرفها إلا طالبها والعارف بها ، ولهم في معرفتها علامات فتصقل فيظهر حسنها.
الأحقاف (٢٦٢) : هي التلال من الرمل التي بين حضر موت وعمان ، وهي قرى متفرقة. وروي عن عبد الله بن قلابة (٢٦٣) رضي الله عنه أنه خرج في طلب ابل له شردت فبينما هو في صحارى بلاد اليمن وأرض سبأ إذ وقع على مدينة عظيمة بوسطها حصن عظيم ، وحوله قصور شاهقة في الجو ، فلما دنا منها ظن أن بها سكانا أو أناسا يسألهم عن إبله ، فإذا هي قفر ليس بها أنيس ولا جليس ، قال : فنزلت عن ناقتي وعقلتها ثم استللت سيفي ودخلت المدينة ودنوت من الحصن ، فإذا ببابين عظيمين لم ير في الدنيا مثلهما في العظم والارتفاع ، وفيهما نجوم مرصعة من ياقوت أبيض وأصفر يضيء بها ما بين الحصن والمدينة ، فلما رأيت ذلك تعجبت منه وتعاظمني الأمر فدخلت الحصن وأنا مرعوب ذاهب اللب ، وإذا الحصن كمدينة في السعة ، وبه قصور شاهقة وكل قصر منها معقود على عمد من زبرجد وياقوت ، وفوق كل قصر منها غرف ، وفوق الغرف غرف أيضا وكلها مبنية بالذهب والفضة مرصعة باليواقيت الملونة والزبرجد واللؤلؤ ، ومصاريع تلك القصور كمصاريع
__________________
(٢٦٢) الاحقاف : هي المنطقة الواقعة بين عمان من جهة الشمال وحضر موت من جهة الجنوب وبحر العرب من جهة الشرق وصحراء الربع الخالي من جهة الغرب ، وهي حاليا تتضمن الاجزاء الشرقية من حضر موت ومحافظة المهرة ومحافظة ظفار. وبلاد الاحقاف هي موطن قبيلة عاد العربية المذكورة في القران ، وتقع فيها مدينة ارم ذات العماد المذكورة في القران. وتسكن حاليا بلاد الاحقاف القبائل القحطانية العربية العاربة ومن هذه القبائل قبائل المهرة وقبائل القرا (الحكلي) وقبائل الكثير وقبائل اليافع وقبائل الصيعر وقبائل الحموم وقبائل ال تميم وبني ظنه والقبائل المنتمية إلى حضر موت.
(٢٦٣) عبد الله بن قلابة : من عباد أهل البصرة وزهادهم يروى عن أنس بن مالك ومالك بن الحويرث روى عنه أيوب وخالد مات بالشام سنة أربع ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك.