عمان : وأرضها مجاورة لأرض الشمال ، وهي أرض عامرة كثيرة الخلائق والبساتين والفواكه ، إلا أنها بلاد حارة جدا. وببلاد عمان حية تسمى العربد ، وتسمى الكرام ، تنفخ ولا تؤذي ، فإذا أخذت وجعلت في إناء وثيق ، وأوثقت رأس ذلك الإناء وسد سدا محكما ، ووضعت في إناء آخر ثان ، وأخرجت من بلاد عمان ، عدمت من الإناء ولا توجد فيه ولا يعرف كيف ذهبت. وهذا من أعجب العجب. وبهذه الأرض دويبه صغيرة تسمى القراد ، إذا عضت الإنسان انتفخ مكانها ودود ، ولا يزال الدود يسعى في باطن الإنسان المعضوض حتى يموت. وبجبال أرض عمان قرود كثيرة تضر بأهلها ضررا كثيرا وربما لا تندفع في بعض الأوقات إلا بالسلاح والعدد الكثيرة لكثرتها ؛ وفي أرض عمان مغاص اللؤلؤ الجيد ؛ وفي بحر عمان جزيرة قيس طولها اثنا عشر ميلا في مثلها. وصاحب هذه الجزيرة تصل مراكبه إلى بلاد الهند ويغزوهم في غالب الأوقات ويغير على كفار الهند.
ويحكى أن عنده في الجزيرة المذكورة على مرسى البحر من المراكب التي تسمى السفينات مائتي مركب ، وهذه المراكب من عجائب الدنيا وليس على وجه الأرض ومتن البحور مثلها أبدا ؛ وهي أن المركب الواحد منها منحوت من خشبة واحدة ؛ قطعة واحدة ، والمركب الواحد منها يسع مائة رجل وخمسين ، وبهذه الجزيرة دواب ومواشي وأشجار وفواكه.