اليمامة (٢٦٨) : هي بلاد طسم وجديس (٢٦٩) ، وهي بلاد الزرقاء المعروفة بزرقاء اليمامة وأخبارها مشهورة منها : أن طسما وجديسا كانا ابني عم وهم العرب العاربة.وكان الملك في طسم اسمه عمليق ، وكان جبارا ظالما طاغيا ، بلغ من طغيانه وتجبره أنه ألزم جديسا أن لا تزف بكر من بناتها إلى بعلها حتى يأتوا بها ليلا أو نهارا ووقت زفافها إلى عمليق حتى يفترعها ويأخذ بكارتها ثم يمضوا بها إلى زوجها العريس ، وفي صبيحة زفافها يعملون وليمة لعمليق ولأصحابه من طسم. فمكث زمانا على هذا الحال وكان من أكابر جديس رجل يقال له الأسود ، وله أخت حسناء مبدعة تدعى سعاد وكانت بكرا ، فزوجت برجل من أولاد عمها : فلما حضرت ليلة زفافها ذهبوا بها إلى عمليق فافترعها على العادة ثم خرجت من عنده ودمها ظاهر على أثوابها ؛ فنظرت فإذا أكابر جديس وأعيان قومها وأخوها الأسود جلوس في ناحية
__________________
(٢٦٨) اليمامة : اسم قديم لإقليم من الجزيرة العربية يشمل تقريبا الثلث الجنوب الشرقي مما يعرف بنجد حاليا (" سافلة نجد") ، فقد أدخل ياقوت الحموي في معجم البلدان أراضي القصيم في الشمال ، ووادي العقيق (وادي الدواسر حاليا) في الجنوب ضمن إقليم اليمامة. ويقال إن الإقليم سمّي بهذا الاسم على قرية من قراها تسمى جو اليمامة ، تقع آثارها حاليا ضمن محافظة الخرج ، كانت أهم حواضرها في الجاهلية والقرون الأولى من الإسلام حجر (أو حجر اليمامة) وهي التي أقيمت عليها فيما بعد مدينة الرياض ، إضافة إلى منفوحة والخضرمة (وهي نفسها جو اليمامة وتسمى أيضا الخضارم) والعمارية وأثيثية وغيرها ، ولكن يبدو أن العمران والزراعة تركزا في مناطق العارض والوشم والخرج والأفلاج الحالية ، بينما غلب على معظم أرجائها الأخرى الطابع البدوي حتى القرن العاشر الهجري (الخامس عشر الميلادي) ..
(٢٦٩) جديس : هم قوم من العرب البائدة ، ولا تكاد تذكر إلا مع ذكر طسم. وتتلخص الروايات بأنهما قبيلتين تسكنان اليمامة وما حولها إلى البحرين ، ويذكر أن جديس ذلت على يد طسم بحكم رجل يقال له عمليق. وجعل ان لا تزف بكر من جديس حتى تساق إليه فيفترعها قبل زوجها. فكان أن إنتقمت جديس غدرا بعد أن أصاب العار أخت سيد جديس ويقال له الأسود بن غفار وكان إسمها الشموس ، ولكن رجل من طسم يقال له رياح بن مرة إستغاث بحسان بن تبع الحميري ، فأجاب له طلبه وسار معه إلى اليماية ، فحاولت زرقاء اليمامة تنبيه قومها ، فلم يصدقوها ، فقتل من جديس على يد طسم والحميريين ودكت منازلهم.