تغيب ولا يعرف شأن ذلك. نهر خزلج : وهو بأرض الترك ، وفيه حيات إذا وقعت عين ابن آدم عليها يغشى عليه.
دجلة : هو نهر ببغداد ، مخرجه من أصل جبل بقرب آمد عند حصن ذي القرنين ، وكلما امتد انضم إليه مياه جبال ديار بكر. وبآمد (٣٥٢) يخاض فيه بالدواب ويمتد إلى ميافارقين ، وإلى حصن كيفا وإلى جزيرة ابن عمر وإلى الموصل ، وتنصب فيه الزيادات ومنها يعظم أمره ويستمر ممتدا إلى بغداد إلى واسط إلى البصرة ، وينضب في بحر فارس. وماء دجلة أعذب المياه وأكثرها نفعا لأن ماءه من مخرجه إلى مصبه جار في العمارات.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أوحى الله عز وجل إلى دانيال (٣٥٣) عليه السلام أن أجر لمصالح عبادي نهرا واجعل مصبه في البحر ، فقد أمرت الأرض أن تطيعك. قال : فأخذ خشبة فجرها في الأرض والماء يتبعه ، وكلما مر بأرض يتيم أو أرملة أو شيخ ناشده الله فيحيد عنهم. وهو الدجلة ، وهو نهر مبارك كثيرا ما ينجو غريقه.
وحكي أنهم وجدوا فيه غريقا فأخذوه فإذا فيه رمق ، فلما رجعت روحه إليه سألوه عن مكانه الذي وقع منه فأخبرهم فكان من موضع وقوعه إلى موضع نجاته خمسة أيام.
__________________
(٣٥٢) آمدAmid : بلدة ذات مركز حصين تقع على نهر دجلة في اقليم ديار بكر (كردستان) افتتحها عياض بن غنم في خلافة عمر بن الخطاب ١٧ ه (القاموس الإسلامي ، ج ١ ، ص ٦٤).
(٣٥٣) نبي الله دانيال ـ من أنبياء بني إسرائيل ـ كان ممن تم اسرهم ونقلهم إلى العراق ابان الغزو الفارسي لبيت المقدس وتدميرها على زمن نبوخذ نصر (السبي البابلي).