نهر جيحون (٣٥٠) : قال الاصطخري (٣٥١) : نهر جيحون يخرج من حدود بذخشان ثم تنضم إليه أنهار كثيرة من حدود الجبل ووخش فيصير نهرا عظيما ويمر على مدن كثيرة حتى يصل إلى خوارزم. ولا ينتفع به شيء من البلاد في ممره إلا خوارزم ، ثم ينصب في بحيرة خوارزم التي بينها وبين خوارزم ستة أيام. وهذا النهر يجمد في الشتاء عند قوة البرد فيصير قطعا ، ثم تصير القطع قطعا على وجه الماء حتى يلصق بعضها ببعض إلى أن تصير سطحا واحدا على وجه الماء ، ويثخن حتى يصير سمك ذراعين أو ثلاثة أذرع ، ويستحكم حتى تعبر عليه العجلات والقوافل المحملة ولا يبقى بينه وبين الأرض فرق ، والماء يجري تحت الجمد فيحفر أهل خوارزم بالمعاول آبارا يستقون منها ويبقى كذلك شهرين فإذا انكسر البرد تقطع قطعا كما بدأ أول مرة ويعود إلى حالته الأولى. وهو نهر قتال قل أن ينجو منه غريق.
نهر حصن المهدي : قال صاحب تحفة الغرائب : هو بين البصرة والأهواز ، وهو نهر كبير ويرتفع منه في بعض الأوقات منارة يسمع منها أصوات كالطبل والبوق ثم
__________________
(٣٥٠) نهر جيحون : هو آمودريا حاليا ، وكان يسمى أيضا نهر بلخ ، ينبع من جبال بامير ويصب في بحيرة آرال ، يروي طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان ، وما كان غربه فهو من خراسان وما كان شرقه فهو الذي يدعى ما وراء النهر.
(٣٥١) الاصطخري : هو أبو القاسم إبراهيم بن محمد الفارسي الاصطرخي المعروف بالكرخي نشأ في اصطخر ونسب إليها وفي (كشف الظنون) هو أبو زيد محمد بن سهل البلخي وفي دائرة المعارف الإسلامية هو أبو اسحق إبراهيم بن محمد الفارسي الذي عاش في النصف الأول من القرن الرابع الهجري
طلب العلم ونبغ في حدود عام ٣٤٩ ه وعني بأخبار البلاد فخرج يطوف المناطق حتى وصل إلى الهند ثم إلى سواحل المحيط الأطلسي وفي رحلاته لقي نفرا من العلماء في الحقول المختلفة
لم تكن مصادر علم البلاد (علم الجغرافيا) موفورة في عصره فكان بذلك أول جغرافي عربي صنّف في هذا الباب إمّا عن مشاهدة فعلية وإمّا نقلا عن كتاب بطليموس وقد نقلت مؤلفاته إلى عدة لغات وتمّ طبعها عدة مرات.