خضراء ، قاله أبو صالح عن ابن عباس (١٥) رضي الله عنهما. وروى عكرمة (١٦) عن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما قال : خلق الله جبلا يقال له قاف ، محيطا بالعالم السفلي ، وعروقه متصلة بالصخرة التي عليها الأرض ، وهي الصخرة التي ذكرها لقمان (١٧) عليه السلام حيث قال : (يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ»)(١٨). فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل قرية في الأرض أمر ذلك الجبل أن يحرك العرق الذي يلي تلك القرية ، فتزلزل في الوقت.وقال مجاهد : هو جبل محيط بالأرض والبحار. وروي عن الضحاك أنه زمردة
__________________
المزدوجة ووجود الحديد بتركيبته يضفي عليه اللون الأخضر ، يعثر عليه في الصخور النارية القاعدية وفي الصخور الجيرية وقد سميت جميع الأحجار الكريمة سابقا ذات اللون المائل للأخضر بالزبرجد.
(١٥) ابن عباس (٣ ق ه ـ ٦٨ ه) : هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. قرشي هاشمي. حبر الأمة وترجمان القرآن. أسلم صغيرا ولازم النبي صلي الله علية وسلم بعد الفتح وروي عنه. كان الخلفاء يجلونه. شهد مع علي الجمل وصفين. وكف بصرة في أخر عمره. كان يجلس للعلم. فيجعل يوما للفقه ويوما للتأويل ، ويوما للمغازي ، ويوما للشعر ، ويوما لوقائع العرب توفي بالطائف (الأعلام للرزكلي ، والإصابة ، ونسب قريش ص ٢٦).
(١٦) عكرمة (٢٥ ـ ١٠٥ ه) هو عكرمة بن عبد الله مولي عبد الله بن عباس. وقيل لم يزل عبدا حتى مات ابن عباس واعتق بعده. تابعي مفسر محدث. أمره ابن عباس بإفتاء الناس. أتي نجدة الحروري وأخذ عنه رأى الخوارج ، ونشره بإفريقية. ثم عاد إلى المدينة. فطلبه أميرها ، فاختفى حتى مات. واتهمه ابن عمر وغيره بالكذب على ابن عباس. وردوا علية كثيرا من فتاواه. ووثقه آخرون. [التهذيب ٧ / ٢٦٣ ـ ٢٧٣ ؛ والأعلام للزركلي ٥ / ٤٣ ؛ والمعارف ٥ / ٢٠١].
(١٧) كان لقمان من قوم عاد ، وقد ضرب به المثل بطول العمر ، وعده أبو حاتم السجستاني ثاني المعمرين بعد الخضر ، وعرف لقمان بحكمته ويقال ان اسمه لقمان بن تارخ وتارخ هو آذر أبو سيدنا ابراهيم وقال آخرون بل هو ابن أخت أيوب عليه السلام (تفسير الطبري (٢١ / ٣٩) ، المفصل (١ / ٣١٤).
(١٨) سورة لقمان : آية ١٦.