فاستدعى آصف بن برخيا (٣٩٨) وزيره وأمره بإحضار عش عقاب وبيضه على حاله من غير أن يخربوا منه شيئا. فجيء به فجعله في جام كبير غليظ من زجاج وأمر برده إلى مكانه من غير تغيير. فأعيد. فجاء العقاب ورأى ذلك فضرب الجام برجله ليرفعه فلم يقدر ، فاجتهد فما أفاد ، فعاد وجاء في اليوم الثاني بحجر في رجله وألقاه عليه فقسم الجام الزجاج نصفين. فأمر سليمان بإحضاره فحضر. فقال له : من أين لك هذا الحجر الذي ألقيته في عشك؟ فقال : يا نبي الله من جبل بالمغرب يقال له السامور. فبعث بالجن مع العقاب إلى ذلك الجبل فأحضروا له من حجر السامور كالجبال. فكانوا يقطعون به الحجارة من غير صوت ولا صداع. وأسكت الناس.
حجر حامي : هو حجر شديد الحمرة منقط بنقط سود صغار يوجد ببلاد الهند من أزال عنه تلك النقط وسحقه وألقاه على الفضة صارت ذهبا خالصا.
حجر الخطاف : يوجد في عش الخطاف حجران ، أحدهما أحمر والآخر أبيض ، فالأبيض يبرئ حامله من الصرع ، والأحمر يقوي القلب ويذهب الجزع والخوف والفزع من حامله.
حجر الرحى : يؤخذ من حجر الرحى السفلاني قطعة وتعلق على المرأة التي تسقط الأولاد فلا تسقط بعد ذلك.
__________________
(٣٩٨) قصة آصف بن برخيا لم يرد فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم ، وإنما ورد فيها كلاما لابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه النسائي في السنن الكبرى أنه قال : كان آصف كاتب سليمان بن داود عليه السلام ، وكان يعلم الاسم الأعظم ، وكان يكتب كل شيء يأمر به سليمان عليه السلام ويدفنه تحت كرسيه ، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطر من سحر ، وكذب ، وكفر ، فقالوا : هذا الذي كان يعمل سليمان بها ، فأكفره جهال الناس وسفهاؤهم وسبوه ، ووقف علماؤهم فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله عز وجل : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا).