بغداد : قال أحمد بن طاهر : هي جنة الأرض وواسطة الدنيا وقبة الإسلام ومدينة السلام وغرة البلاد ودار الخلفاء ومعدن الظرفاء واللطائف ، وبها أرباب النهايات في العلوم والدرايات والحكم والصناعات هواؤها ألطف من كل هواء ، وماؤها أعذب من كل ماء ونسيمها أرق من كل نسيم ، لم تزل مواطن الكاسرة في سالف الزمان ، الذين أظهروا المعدلة في الرعايا ووطنوا الأقاليم والبلدان ومنازل الخلفاء الأعلام في دولة الإسلام. ومن عجائبها أنها على كونها حظيرة الخلفاء ومقرها ، لا يموت فيها خليفة. قال عمارة بن عقيل فيها :
قضى ربّها ان لا يموت خليفة |
|
بها ، وبما قد شاء في خلقة يقضي |
الأهواز (٥١٨) : من خصائصها أن بها ثلاثة بلاد ، كل واحدة منها مخصوصة بشيء لا يوجد مثله في البلاد ، منها عسكر مكرم الذي لا يكون أحد يقاومه ؛ ومنها السكر الذي لا يعادله شيء في الدنيا طيبا وكثرة ؛ ولا يكون إلا بها ، ومنها تستر التي بها طراز الديباج الفاخر ، وهو موصوف مع ديباج الروم. ومنها السوس التي بها طرز الخز النفيسة الملوكية ، ومن عيوب الأهواز العقارب الجرارات القاتلة ، ولا يوجد بها أحد محمر الوجه ، لا رجل ولا أمرأة ولا صبي أصلا.
فارس (٥١٩) : من خصائصها ماء الورد الذي لا يوجد مثله في سائر الأرض طيبا. والجوري منه منسوب إلى إحدى بلادها ، والموميات التي تمتحن بأن تكسر رجل ديك ثم يسقى منه وزن شعيرة فإن كان خالصا انجبر الكسر حتى كأنه لم يكن.
__________________
(٥١٨) الأهوازAhwaz : اقليم يقع شرقي العراق وشمال الخليج العربي ويحه من الشرق بلاد فارس ، افتتحه المسلمون حوال ١٦ ه في خلافة عمر بن الخطاب (القاموس الإسلامي ، ج ١ ، ص ٦٤).
(٥١٩) فارس : هو الإسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات والدول الفارسية والتي تشكل اليوم إيران. وتعتبر الإمبراطورية الفارسية ، من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل البعثة