وخصت بالتماسيح التي هي أخبث حيوان في الماء وليس فيها منفعة بوجه من الوجوه.
اليمن : من خصائصها السيوف والبرود والقرود ، والزرافة التي فيها شبه من الناقة والثور والنمر ، ومن خصائصها العقيق الذي ملأ الدنيا كثرة.
البصرة والكوفة : كان يقال : الدنيا بصرة ولا مثلك يا بغداد. وكان جعفر بن سليمان يقول : العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق والمربد عين البصرة وداري عين المربد وقال الحافظ في المد والجزر بالبصرة : ما قولكم وظنكم بقوم يأتيهم الماء صباحا ومساء فإن شاؤوا أذنوا له وإن شاؤوا حجبوه.
ويحكى أن أمير المؤمنين هرون الرشيد (٥١٦) قال لجعفر بن يحيى (٥١٧) وزيره وهما بالكوفة في آخر الليل : قم بنا يا جعفر نتنسم هواء الكوفة قبل أن تكدره العامة بأنفاسها. ومن أصدق ما قيل : الكوفي لا يوفي.
__________________
(٥١٦) هارون الرشيد : هو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي ، كان مولده بالري حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان في سنة ثمان وأربعين ومائة وأمه أم ولد تسمى الخيزران وهى أم الهادي ولي الخلافة بعهد معقود له بعد الهادي من أبيهما المهدي في سنة سبعين ومائة بعد الهادي ، وكان ذا فصاحة وعلم وبصر بأعباء الخلافة وله نظر جيد في الأدب والفقه ، قيل إنه كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات لا يتركها إلا لعلة ويتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم. وكان يحب المديح ويجيز الشعراء ويقول الشعر ، وكان الرشيد يحب العلماء ويعظم حرمات الدين.
(٥١٧) جعفر بن يحيى البرمكي وزير هارون الرشيد هو نديم الرشيد وخليله في المجالس ، وله من الأعمال الكبيرة أيضا ؛ فهو الذي قضى على العصبية القبلية في الشام سنة ١٨٠ ه ، ثم جعل له ولاية خراسان والشام ومصر ، وجعله مسئولا عن تربية ابنه المأمون وبعد نكبة البرامكة الشهيرة أمر هارون بقتل جعفر سنة ١٨٧ ه.