وليس هذا القول بأعجب من قول الفلاسفة : إن الشموس شموس كثيرة والأقمار أقمار كثيرة ففي كل اقليم شمس وقمر ونجوم. وقال القدماء الأرض سبع على المجاورة والملاصقة وافتراق الإقليم ، لا على المطابقة والمكابسة. وأهل النظر من المسلمين يميلون إلى هذا القول ، ومنهم من يرى أن الأرض سبع على الانخفاض والارتفاع كدرج المراقي. ويزعم بعضهم أن الأرض مقسومة خمس مناطق وهي : المنطقة الشمالية والجنوبية والمستوية والمعتدلة والوسطى ، واختلفوا في مبلغ الأرض وكميتها ، فروي ، عن مكحول (٥٧) أنه قال : مسيرة ما بين أقصى الدنيا إلى أدناها خمسمائة سنة ، مائتان من ذلك في البحر ، ومائتان ليس يسكنها أحد ، وثمانون فيها يأجوج ومأجوج ، وعشرون فيها سائر الخلق.
وعن قتادة قال : الدنيا أربعة وعشرون ألف فرسخ ، منها اثنا عشر ألف فرسخ ملك السودان ، وملك الروم ثمانية آلاف فرسخ ، وملك العجم والترك ثلاثة آلاف فرسخ ، وملك العرب ألف فرسخ ، وعن عبد الله بن عمر (٥٨) رضي الله عنهما قال : ربع من لا يلبس الثياب من السودان أكثر من جميع الناس.
__________________
(٥٧) مكحول (ـ ٩٥٤ ه) مكحول قيل هو ابن شهراب ، ابو عبد الله ، ويقال : ابو ايوب ، ويقال : ابو مسلم. مولي هذيل. أصله من الفرس. دمشقي. فقيه تابعي. أعتق بمصر. وجمع علمها ، وانتقل في المصار.عده الزهري عالم أهل الشام وامامهم قال يحيي ين معين : كان قدريا ثم رجع. [تذكرة الحفاظ ١ / ١٠١ ؛ وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٨٩ ؛ والاعلام ٨ / ٢١٢].
(٥٨) ابن عمر (١٠ ق ه ـ ٧٣ ه) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن. ترشي عدوي.صاحب رسول الله صلي الله علية وسلم. نشأ في الإسلام ، وهاجر مع أبيه إلي الله ورسوله. شهد الخندق وما بعدها ، ولم يشهد بدرا ولا أحدا لصغره. أفتي الناس ستين سنة. ولما قتل عثمان عرض علية ناس أن يبايعوه بالخلافة فأبي شهد فتح أفريقية. كف بصره في آخر حياته. كلن آخر من توفي بمكة من الصحابة.هو أحد المكثرين من الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم. (الأعلام للرزكلي ٤ / ٢٤٦ ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وسير النبلاء للذهبي ، وأحبار عبد الله ابن عمر لعلي الطنطاوي).