البيان للعلاّمة الخوئي رحمهالله ، أجد أن الحديث واضحاً وقطعيّاً ومسنداً وجليّاً على أن الشيعة هم أوّل من يسلّم بأنّ القرآن الذي بين دفتي المصحف المتداول في عالمنا اليوم هو كتاب الله عزّ وجلّ بغير زيادة ولا نقصان ، وأنّه ليس عندهم شيء من تحاريف أو تخاريف بعض جهلاء أهل السنة :
مثل قول عائشة فيما ترويه كتب السنة : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلاّ ما هو الآن (١).
ومثل قول عمر : فكان ممّا أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها (٢) ، وبقي حكمها ، وهي على زعمه آية : « الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة » (٣).
فكل هذه الدعاوي عند أهل السنة التي تخدش العصمة للكتاب الكريم وتوهم بوقوع التحريف فيه ، يرفضها الشيعة جملةً وتفصيلا ، ويصونون الكتاب الكريم بأحداق عيونهم وأفئدتهم وبحسن تطبيقهم لأحكامه.
__________________
١ ـ الإتقان في علوم القرآن : ٢ / ٤٠ ، الدر المنثور : ٥ / ١٨٠ ، وانظر : تفسير القرطبي : ١٤ / ١١٣.
٢ ـ صحيح البخاري : ٨ / ٢٦ ، وانظر : الدرّ المنثور : ٥ / ١٨٠.
٣ ـ سنن ابن ماجة : ٢ / ٨٥٤ ، السنن الكبرى : ٨ / ٢١١ ، مجمع الزوائد : ٦ / ٦ ، فتح الباري : ٩ / ٥٤ ، الدر المنثور : ٥ / ١٨٠.