( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَينِ وَأهْلَكَ إلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيهِ القَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلاّ قَلِيلٌ ) (١) ، وبدليل قول الله تعالى عن نوح عليهالسلام في سورة الصافات : ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البَاقِينَ ) (٢).
ألا يعني هذا تطوير الحياة إلى الأفضل في النوع أو لا؟ يعني أنّ البشر الذين بعد نوح هم أبناء أفضل مَن كان في السفينة وهكذا دواليك عند عاد وعند قوم صالح يهلك الطالحون ويبقى الصالحون.
كذلك الإنسانية في مجموعها ما زالت تكتشف قيماًأخلاقية ، وأرجو أن نكون أوفياء للإحساس بإبداع الله في الإنسان ، الإنسان مخلوق غريب جداً! قدراته وأخلاقياته عجيبة بإبداع الله فيه!
يعني من إبداع الله في الانسان أنّ قوماً كافرين كأهل الغرب بمقياس الإيمان والكفر ، لكنهم بمقياس العطاء الإنساني قدّموا للإنسانية ممّا ابتكروه واستحدثوه ما تستفيد به كل الإنسانية ـ بما فيها المسلمون وبما فيها نشر كتاب الله ـ وآخرها الإنترنيت الذي نبثّ فيه ما نستطيع أن نبثّه ، كما وجد في الغرب التسامي الإنساني ، حيث ارتقاء النوع ضروري إذ وجد مَن ينتصف للمظلوم حتى ولو كان بأهواء!
فأيُّ صورة هذه التي تجعل عشرات الألوف من العراقيين ومن غير العراقيين من أجناس الأرض تضيق بهم أراضيهم ويضيق
__________________
١ ـ هود : ٤٠.
٢ ـ الصافات : ٧٧.