وينفي أن يكون التفرّق إلاّ عن بغي ولا يكون عن حسن ظن : ( وَمَا تَفَرَّقُوا إلاّ مِنْ بَعْدِ مَاجَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) (١).
ثمّ يقول الحقّ بخصوص بغيهم هذا : لولا كلمة سبقت لعاقبناهم فوراً على بغيهم ، ( وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إلَى أجَل مُسَمَّىً لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) (٢) ، علِمَ الله لولا هذه الكلمة التي سبقت من ربّنا لشُلَّ الصنم عمر وهو يجتري على رسول الله فيقول : إنّه يهجر (٣) ، لولا الكلمة التي سبقت! فهذه الكلمة رهيبة!
بدأ التفرق بغياً بينهم وقد جاءهم العلم في خطبة الغدير وما قبلها .. جاءهم العلم في كل المناسبات.
إنّ ختام هذه الآية خطير جداً! بحيث أصبح القرآن وأحكام القرآن وعبادات الرسول محل شكّ! لدرجة أنّ المسلمين لا يعرفون كيف توضأ الرسول.
أستاذنا الجليل الشيخ الكوراني بالأمس ألفت نظري وقال لي : الرسول يتوضأ على مسمع ومرآى من المسلمين طوال حياته ، ويُختلف في الوضوء! ، يقع الريب في الوضوء ، كيف يتوضأ رسول الله؟!
__________________
١ ـ الشورى : ١٤.
٢ ـ الشورى : ١٤.
٣ ـ أنظر : صحيح مسلم : ٣ / ١٢٥٩ ( ١٦٣٧ ) ، مسند أحمد : ١ / ٣٥٥ ( ٣٣٣٦ ).