مسلّمين عليه بأنه مولى المؤمنين ، حتى قال عمر : « بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم » (١).
فالذين عاصروا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يشكّوا في أن الإمامة انعقدت لأمير المؤمنين علي عليهالسلام ، لكنّما كبر عليهم ذلك! وصدّهم الشيطان عن الإستجابة لأمر الله ورسوله ، فأدخلوا التشويش فيما هو واضح.
يا ولدي ، الأمر في غاية الوضوح ، فأي وضوح أكثر من سورة هود في الآية ١٦ وهي تقرن أمير المؤمنين عليهالسلام بأنبياء بني إسرائيل وتعتبره مساو لهم جميعاً : ( أَفَمَنْ كَانَ عَلى بَيِّنَة مِن رَبِّهِ ) الذي هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ( وَيَتلُوهُ شَاهِدٌ مِنهُ ) ، وقد أجمع علماء التفسير على أن المقصود ب ـ ( شَاهِدٌ مِنْهُ ) مَن قال له : « أنت مني وأنا منك » (٢) ، وهو الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ( وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنهُ وَمِنْ قَبلِهِ كِتَابُ مُوسى إمَاماً وَرَحمَةً ) (٣).
فالآية تقول : أنّ محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم مجمع النور الذي قبله كتاب موسى ومنبع النور الذي بعده في الشاهد منه وهو علي بن أبي
__________________
١ ـ تاريخ بغداد : ٨ / ٢٨٤ ، البداية والنهاية : ٧ / ٣٨٦ ، شواهد التنزيل : ١ / ٢٠٤ ، التفسير الكبير للرازي : ١٢ / ٤٠١ وغيرها من المصادر التي ذكرت هذه العبارة.
٢ ـ صحيح البخاري : ٣ / ١٦٨ و ٤ / ٢٠٧ و ٥ / ٨٥ ، خصائص النسائي : ٨٨ و ١٢٢ و ١٥١ و ١٥٢ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٢٠ ، السنن الكبرى للبيهقي : ٨ / ٥ و ٦.
٣ ـ هود : ١٦.