أبا جعفر مات فيك الجمال |
|
فأظهر خدّك لبس الحداد |
وقد كان ينبت زهر الرياض |
|
فأصبح ينبت شوك القتاد |
أبن لي متى كان بدر السما |
|
ء يدرك بالكون أو بالفساد |
وهل كنت في الملك من عبد شمس |
|
فأخشى عليك ظهور السّواد |
الشعراء
٥٤٣ ـ أبو بكر بن ظهّار اللّورقي (١)
من الذخيرة : كان من فتيان الأدباء في ذلك الأوان ولولا أنه اعتبط ـ وماء معرفته غير مماح ، وغصن ابتداعه غير مراح ، في شبيبته وأوان ظهوره ـ لبذّ أهل الآفاق ، رقّة وحسن مساق.
وأكثر ماله من النظم ، في مدح أبي المغيرة بن حزم. وأخبر شخص أنه انتجع إلى ابن ظهار هذا بخمسة أبيات ، وصادفه مقلا ، فباع ابن ظهار ثوبه ، وبعث بثمنه إليه ، وكتب مع ذلك إليه (٢) : [الطويل]
يعزّ على الآداب أنّك ربّها |
|
وأنّك في أهل الغنى خامد النار |
وخمسة أبيات كأنك قلتها |
|
بهاء وإشراقا من القمر السّاري |
طلبت لها كفؤا كريما من القرى |
|
فقصّر باع المال عن نيل أوطاري |
سوى فضلة لا تستقلّ بنفسها |
|
وأقلل بها لو أنها ألف دينار |
بعثت بها لا راضيا لك بالذي |
|
بعثت بها إلا فرارا من العار |
وقوله (٣) : [الكامل]
صبغوا غلالته بحمرة خدّه |
|
وكسوه ثوبا من لمى شفتيه |
فتخاله في ذا وتلك كأنما |
|
نثر البنفسج والشقيق عليه |
وقوله (٤) : [السريع]
__________________
(١) انظر ترجمته في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٨ وما بعدها).
(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٨) دون تغيير عمّا هنا.
(٣) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٨٩) دون تغيير عما هنا.
(٤) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٩٠).