قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المغرب في حلى المغرب [ ج ٢ ]

المغرب في حلى المغرب [ ج ٢ ]

258/397
*

يا ويح من بالمغرب الأقصى ثوى

حلف النّوى وحبيبه بالمشرق

لو لا الحذار على الورى لملأت ما

بيني وبينك من زفير محرق

وسكبت دمعي ثمّ قلت لسكبه

من لم يذب من زفرة فليغرق

لكن خشيت عقاب ربّي إن أنا

أغرقت (١) أو أحرقت من لم أخلق

وقوله : [الكامل]

يا صاحبيّ وما البخيل بصاحب

هذي الديار فأين تلك الأدمع

أتمرّ بالعرصات لا تبكي بها

وهي المعاهد منهم والأربع

هيهات لا ريح اللواعج بعدهم

رهو ولا طير الصّبابة وقّع

يا سعد ما هذا المقام وقد مضوا

أتقيم من بعد القلوب الأضلع

جاروا على قلبي بسحر جفونهم

لا زال يشعبه الأسى ويصدّع

وأبى الهوى إلا الحلول بلعلع

ويح المطايا أين منها لعلع

لم يدر أين ثووا فلم يسأل بهم

ريحا تهبّ ولا بريقا يلمع

وكأنهم في كل مدرج ناسم

فعليه منهم رقّة تتضوّع

فإذا منحتهم السلام تبادرت

تبليغه عني الرياح الأربع

وقوله : (٢) : [الكامل]

كلّمته فاحمرّ من خجل

حتى اكتسى بالعسجد الورق

وسألته تقبيل راحته

فأبى وقال أخاف أحترق

حتى زفيري عاق عن أملي

إن الشقيّ بريقه شرق

وقوله قد شرب عنده محبوبة عشية ، وعزم على أن ينفصل عنه لداره ، فمنعه من ذلك سيل ، فبات عنده (٣) : [مخلع البسيط]

يا ليلة جادت الليالي (٤)

بها على رغم أنف دهري

للسّيل (٥) فيها عليّ نعمى

يقصر عنها لسان شكري

__________________

(١) في النفح : أحرقت.

(٢) الأبيات في نفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٦٧) زاد المسافر (ص ٢٣) ، دون تغيير عما هنا.

(٣) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ / ص ١٥).

(٤) في النفح : الأماني.

(٥) في النفح : تسيل.