أديراها (١) على الروض المندّى |
|
وحكم الصبح في الظّلماء ماضي |
وكأس الراح تنظر عن حباب |
|
ينوب لنا عن الحدق المراض |
وما غربت نجوم الأفق لكن |
|
نقلن من السماء إلى الرياض |
وقوله : [الكامل]
وعشيّة لبست رداء شقيق |
|
تزهو بلون للخدود أنيق |
أبقت بها الشمس المنيرة مثل ما |
|
أبقى الحياء بوجنة المعشوق |
لو أستطيع شربتها كلفا بها |
|
وعدلت فيها عن كؤوس رحيق |
تسري بكلّ فتى كأنّ رداءه |
|
خضلا بأدمعه رداء غريق |
وقوله : [البسيط]
تبدو هلالا ويبدو حليها شهبا |
|
فما نفرّق بين الأرض والأفق |
غازلتها والدّجى الغربيب قد خلعت |
|
منه على وجنتيها حمرة الشّفق |
حتى تقلّص ظلّ الليل وانفجرت |
|
للفجر فيه ينابيع من الفلق |
وقوله : [البسيط]
إذا أردت كؤوس الرّاح مترعة |
|
أومت إليّ يد الإصباح بالشفق |
وقوله : [الرمل]
أطلعت خجلته في خدّه |
|
شفقا في فلق تحت غسق |
وقوله : [السريع]
غفرت للأيام ذنب الفراق |
|
أن فزت في توديعهم بالعناق |
ما أنس لا أنس لهم وقفة |
|
كالشّهد والعلقم عند المذاق |
كم ليلة لي بعقيق الحمى |
|
قضرتها باللّثم والاعتناق |
ما أدرع الليل بظلمائه |
|
حتى كساه الصبح منه رواق |
فانحفزت أنجمه يشتكي |
|
للبعض منها البعض وشك الفراق |
وانتبه الصبح بعيد الكرى |
|
كذي هوى من غشية قد أفاق |
في روضة علّم أغصانها |
|
أهل الهوى العذريّ كيف العناق |
هبّت بها ريح الصّبا سحرة |
|
فالتفّت الأغصان ساقا بساق |
__________________
(١) في السفينة : أديريها.