لم يدر طيفك موضعي من مضجعي |
|
فعذرته في أنه لا يطرق |
خفيت لديه منابغي ومنا بتي |
|
فالدّمع ينشع والصبابة تورق |
وكأنّ أعلام الأمير ميسّر (١) |
|
نشرت على قلبي فأصبح يخفق |
ومن القلائد : المديد الباع ، الفريد الانطباع ، الذي ملك للمحاسن مقادا. وغدا له البديع منقادا. ونبّه على مكانه من ابن عباد ووفائه له ، وأنشد له قوله (٢) [الكامل]
حنيت جوانحه على جمر الغضى |
|
لما رأى برقا أضاء بذي الأضا |
واشتمّ من ريح الصّبا (٣) روح الصّبا |
|
فقضى حقوق الشوق فيه بأن قضى |
والتفّ في حبراته فحسبها |
|
من فوق عطفيه رداء فضفضا |
قالوا الخيال حياته لوزارة |
|
قلت الحقيقة قلتم لو غمّضا |
يهوى العقيق وساكنيه وإن يكن |
|
خبر العقيق وساكنيه قد انقضى |
ويودّ عودته إلى ما اعتاده |
|
ولقلّما عاد الشباب وقد مضى |
ألف السّرى فكأن نجما ثاقبا |
|
صدع الدّجى منه وبرقا مومضا (٤) |
طلب الغنى من ليله ونهاره |
|
فله على القمرين مال يقتضى |
ومنها : [الكامل]
والليل قد سدّى وألحم ثوبه |
|
والفجر يرسل فيه خيطا أبيضا |
وطلب من ناصر الدولة صاحب ميورقة السّراج وقد خاف في داره ، فكتب إليه (٥) : [المتقارب]
عسى رأفة في سراح كريم |
|
أبلّ ببرد نداه الغليلا |
وعليّ أراح من الطالبين |
|
فأسكن للأمن ظلا ظليلا |
ومن بلّه الغيث في بطن واد |
|
وبات فلا يأمننّ السيولا |
لقد أوقدوا لي نيرانهم |
|
فصيّرني الله فيها الخليلا |
أفرّ بنفسي وإن أصبحت |
|
ميورقة مصرا وجدواك نيلا |
__________________
(١) في الذخيرة : مبشر.
(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٢) والقلائد (ص ٢٤٩).
(٣) في الذخيرة : في روح الصبا.
(٤) في الذخيرة : أومضا.
(٥) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٨٤) والقلائد (ص ٢٤٩).