٤٠٢ ـ أبو محمد عبد الله بن العالم أبي بكر بن طفيل
من كلام والدي فيه ، من أعيان كتّاب الأوان ، ومشاركهم في الأدب والبيان ، وله تواليف ، منها تأليفه معجم بلده الأندلس على منزع الحجاريّ ، وكتب عن عادل بني عبد المؤمن. ومن نثره : أيها الفريق الذين تمسّكوا بالضلال ، ولم يصغوا نحو موعظة ولا توقعوا فجأة نكال ، تيقّظوا لما آثرتموه ، وأصيخوا لما دعوتموه ، فكأني بخيل الله تصبّحكم وساء صباح المنذرين ، فتترككم في دياركم جاثمين ، هنالك يخسر المبطلون ، ويتلهّف المفرّطون ، وهذا طلّ يتبعه وابل ، وحركة يعقبها زلال. ومن شعره قوله :
وغدونا بكلّ خير ولكن |
|
ليس في كفّنا سوى التّرهات |
وهم ألكن الأنام بهاك |
|
وهم أفصح الأنام بهات |
العلماء
٤٠٣ ـ الطبيب الفيلسوف أبو بكر محمد بن طفيل (١)
قال والدي : لقيت علماء كثيرة يفضّلونه على فيلسوف الأندلس أبي بكر ابن باجّة ، وناهيك مدحا وتقديما ، وكان يوسف بن عبد المؤمن يجالسه ويستفيد منه ، ولما مات يوسف اتّهم بأنّه سمّه وقد خاف منه فجرت عليه محنة وخلد في منزله مسجونا في تاجله ، وكان له دار لمن يجتاز به من الأضياف وأصحاب الآلام.
وأشهر شعره وأحسنه قوله (٢) : [الطويل]
ألمّت وقد هام (٣) المشيح وهوّ ما |
|
وأسرت إلى وادي العقيق من الخمى |
وراحت على نجد فراح منجّدا |
|
ومرّت بنعمان فأضحى منعّما |
وجرت على ذيل (٤) المحصّب ذيلها |
|
فما زال ذاك التّرب نهبا مقسّما |
تقسّمه (٥) أيدي التّجار لطيمة (٦) |
|
ويحمله الدّاريّ أيّان يمّما |
__________________
(١) ترجمته في طبقات الأطباء (ج ٢ / ص ٧٨) والمعجب (ص ١٧٢) والتحفة (رقم : ٤٣).
(٢) الأبيات في تحفة القادم والمعجب (ص ١٧٢).
(٣) في تحفة القادم : نام الرقيب.
(٤) في تحفة القادم : ترب.
(٥) في تحفة القادم : تناقله.
(٦) في تحفة القادم : لطية.