كأن لواء الشمس غرّة جعفر |
|
رأى القرن فازدادت طلاقته ضعفا |
فقام إليه جعفر ، وقال له بالله أنت ابن هانىء؟ قال : نعم ، فعانقه ، وأجلسه إلى جانبه ، وخلع عليه ما كان فوقه من الثياب الملوكية ، وجلّ عنده من ذلك الحين ، إلى أن كتب المعزّ الإسماعيليّ الخليفة بالقيروان إليه في توجيهه لحضرته ، فوجّهه للقيروان ، فأوّل قصيدة مدحه بها ، قصيدته التي ندر له فيها قوله : [الكامل]
وبعدت شأو مطالب وركائب |
|
حتى ركبت إلى الغمام الرّيحا |
وكان مغرما بحبّ الصبيان وفي ذلك يقول :
يا عاذلي لا تلحني أنني |
|
لم تصبني هند ولا زينب |
لكنني أصبو إلى شادن |
|
فيه خصال جمّة ترغب |
لا يرهب الطّمث ولا يشتكي |
|
حملا ، ولا عن ناظر يحجب |
ولما رحل المعز إلى مصر رجع لتوصيل عياله فقتل في برقة (١) في مشربة على صبيّ ، ومن أشهر شعره في الآفاق قوله : [الكامل]
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر |
|
وأمدّكم فلق الصباح المسفر |
وجنيتم ثمر الوقائع يانعا |
|
بالنّصر من ورق الحديد الأخضر |
٤١٠ ـ أبو أحمد عبد العزيز بن خيرة المنفتل (٢)
من أعلام شعراء إلبيرة في مدة ملوك الطوائف ، نابه الذكر في الذخيرة والمسهب ، ومن عنوان طبقته قوله :
سكران لا يدري وقد وافى بنا |
|
أمن الملاحة أم من الجريال |
تتضوّع الصهباء من أنفاسه |
|
كتضوّع الرّيحان بالآصال |
وكأنما الخيلان في وجناته |
|
ساعات هجر في زمان وصال |
وقوله (٣) : [المجتث]
__________________
(١) برقة : هي المنطقة الشرقية من جمهورية ليبيا العربية. فتحها عمرو بن العاص. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ١٢٦).
(٢) ذكره ابن بسام في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٥٤ وما بعدها) والحميدي في الجذوة (ص ٣٦٦) وذكره العمري في المسالك (ج ١١ / ص ٤٠٤) والعماد في الخريدة (ج ٢ / ص ١٦٥).
(٣) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٧٥٨) والخريدة (ج ٢ / ص ١٦٦). دون تغيير عمّا هنا.