وأنشدني أبو اليسر لوالده في الربوة :
قف على الرّبوة يا حادي الركاب |
|
وقفة تذهب عني بعض ما بي |
وارجع العيس على أدراجها |
|
نقص حق الودّ من دار الرّباب |
كيف لا أصفو (١) إلى أرضكم |
|
وبها صاحبت أيام الشباب |
فإذا ما ابتسمت من نحوها |
|
بوميض البرق أجفان السّحاب |
لجّ من فرط غرامي بكم |
|
دمع عيني ، وحنيني وانتحابي |
يا نسيم الرّوض من تلك الرّبا |
|
ومديد الظّلّ من تلك القباب |
ما نسيناك وإن شط بنا |
|
خبب الجرد وإيجاف الرّكاب |
لا ولا غيّرنا عن عهدنا |
|
لك تبديل بعاد باقتراب |
قال (٢) : ورثاه ابن عمّه أبو عدي النعمان بن وادع فقال :
لعمرك ما من مات والقوم شهّد |
|
كآخر منّا مات وهو غريب |
كأنّ النّوى آلت عليه أليّة |
|
بأنّك عبد الله لست تئوب |
ألم يكف أنّ البين شعّب شملنا |
|
وشتّت حتى شعّبته شعوب |
وقال لنا (٣) القاضي أبو اليسر.
توفي أبي عبد الله بن محمّد بمصر يوم الجمعة النصف من ربيع الآخر سنة ست عشرة (٤) وخمسمائة ودفن بقرب روضة الشافعي رضياللهعنه.
٣٥١٢ ـ عبد الله بن محمّد بن عبد الله
أبو بكر بن أبي الحسن بن أبي الفضل المعروف بابن الفقيه المؤدب
قرأ القرآن العظيم للسبعة على جماعة منهم : أبو الوحش سبيع بن المسلّم ، وأبو (٥) عبد الله محمّد بن عيسى الأندلسي بدمشق ، وببغداد على أبي الخير المبارك الغسّال (٦).
__________________
(١) المختصر ١٣ / ٢٩٠ : أصبو.
(٢) زيد في المطبوعة : قال : ورثاه والده القاضي أبو المجد ، ورثاه ابن عمه ....
(٣) بالأصل : أنا.
(٤) بالأصل والمطبوعة : ست عشر.
(٥) بالأصل : وأبي.
(٦) بالأصل : «العشار» تحريف والصواب ما أثبت ، وهو المبارك بن الحسين بن أحمد ، أبو الخير الغسال البغدادي (ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٣٥٧).