وشعبة ، والأوزاعي ، والليث بن سعد (١) ، وزهير بن معاوية ، وأبا عوانة ، وكان من الربّانيين في العلم ، الموصوفين بالحفظ ، ومن المذكورين بالزهد.
حدّث عنه داود بن عبد الرّحمن العطّار ، وسفيان بن عيينة ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وعبد الله بن وهب ، ويحيى بن آدم ، وعبد الرزّاق بن هشام ، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة ، ومكّي بن إبراهيم ، وموسى بن إسماعيل ، ومسلم بن إبراهيم ، وعبدان بن عثمان ، ويعمر بن بشر ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن معين ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، والحسن بن الربيع البوراني ، والحسن بن عرفة ، ويعقوب الدورقي ، وإبراهيم بن مجشّر وغيرهم. قدم عبد الله بغداد غير مرة ، وحدّث بها.
وقال الخطيب (٢) : وحدّثني أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن علي السيبي ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفي ـ بها ـ أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، نا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة ، نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : نظر أبو حنيفة إلى أبي فقال : أدّت أمه إليك الأمانة ، وكان أشبه الناس بعبد الله.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، قال : وأنا أبو سعد الزاهد ، نا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران ـ بمكة ـ نا أبو يعقوب البزّاز ، نا محمّد بن حاتم السّمرقندي ، نا أحمد بن زيد ، نا حسين بن الحسن قال :
سئل ابن المبارك وأنا حاضر عن أول زهده فقال : إنّي كنت يوما في بستان وأنا شاب مع جماعة من أترابي ، وذلك في وقت الفواكه ، فأكلنا وشربنا ، وكنت مولعا بضرب العود ، فقمت في بعض الليل ، وإذا غصن يتحرك عند رأسي ، فأخذت العود لأضرب به ، فإذا بالعود ينطق وهو يقول : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٣) قال : فضربت بالعود الأرض فكسرته ، وصرفت ما عندي من جميع الأمور التي كنت عليها مما شغل عن الله ، وجاء التوفيق من الله تعالى ، فكان ما سهّل لنا من الخير من (٤) فضل الله تعالى ورحمته.
__________________
(١) بعدها في تاريخ بغداد : ويونس بن يزيد ، وإبراهيم بن سعد.
(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ١٥٣.
(٣) سورة الحديد ، الآية : ١٦.
(٤) المختصر ١٤ / ١٥ والمطبوعة : بفضل.