وإن امرأ لا يرتجي الناس عفوه |
|
ولم يأمنوا منه الأذى للئيم |
فحتى متى تعصي الإله ، إلى متى |
|
تبارز ربي؟ إنه لرحيم |
ولو قد توسدت الثرى وافترشته |
|
لقد صرت لا يلوى عليك حميم |
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، نا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن منصور ، نا محمّد بن عبد الوهّاب الفرّاء ، نا عمر بن عقبة ، عن ابن المبارك :
أنه كان يقول في دعائه : اللهمّ إنّي أسألك الشهادة في غير جهد بلية ، ولا تبديل نية. فمنّ [الله](١) على ابن المبارك بإجابة دعوته ، فأماته شهيدا غريبا في غير تربته من غير جهد في الشهادة ، ولا تبديل في الإرادة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، نا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن محرز الهروي ، نا الحسن بن عيسى ، قال :
لما حضرت ابن المبارك الوفاة قال لنصر مولاه : اجعل رأسي على التراب ، قال : فبكى نصر ، فقال له : ما يبكيك؟ قال : أذكر ما كنت فيه من النعيم ، وأنت هو ذا تموت فقيرا غريبا ، فقال له : أسكت ، فإنّي سألت الله تبارك وتعالى أن يحييني حياة الأغنياء ، وأن يميتني ميتة الفقراء ، ثم قال : لقّني ، ولا تعد علي إلّا أن أتكلم (٢).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قال : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قال : أنا الحسين بن جعفر ـ زاد ابن الطّيّوري : وابن عمّه محمّد بن الحسن قال : ـ أنا الوليد بن بكر (٣) ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي (٤) قال : حدّثني أبي عبد الله قال (٥) :
لما حضر ابن المبارك جعل رجل يلقّنه قل : لا إله إلّا الله ، فأكثر عليه ، فقال : إنّك ليس (٦) تحسن ، أخاف أن تؤذي بها رجلا مسلما بعدي إذا لقنتني فقلت : لا إله إلّا الله ، ثم لم
__________________
(١) الزيادة عن المطبوعة ، وهي بدورها مستدركة بين معكوفتين.
(٢) بعدها في المختصر ١٤ / ٣٠ والمطبوعة : بكلام ثان.
(٣) الأصل : «بكير» خطأ ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٤) «حدثني أبي» ليس في المطبوعة.
(٥) الخبر في تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٧٥.
(٦) الثقات للعجلي : لست.