أنه أتاه جبريل في صورة لم يعرفوه (١) فيها حتى وضع يده على ركبتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله ما الإسلام؟ قال : «الإسلام أن تسلم وجهك لله ، وتشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة» ، قال : فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال : «نعم» ، قال : صدقت ، قال : فما الإيمان يا رسول الله؟ قال : «الإيمان أن تؤمن بالله ، واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتاب ، والنبيين ، وبالموت والحياة بعد الموت ، والحساب ، والميزان ، والجنّة ، والنار ، والقدر كله خيره وشره» ، قال : فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟ قال : «نعم» ، قال : صدقت ، قال : فما الإحسان يا رسول الله؟ قال : «تخشى الله كأنك تراه ، فإنّك إلّا تك (٢) تراه فإنه يراك» ، قال : وإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال : «نعم» ، قال : صدقت ، قال : فمتى الساعة يا رسول الله؟ قال : «سبحان الله ، سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمهن إلّا الله ، ما المسئول عنهن بأعلم بهن من السائل ، (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ، وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً ، وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)(٣) وإن شئت أخبرتك بعلم ما قبلها : إذا ولدت الأمة ربّتها ، وتطاول أهل البناء ، ورأيت الحفاة العالة على رقاب الناس» ، قال : ومن هم يا رسول الله؟ قال : «عريب» ، ثم ولّى الرجل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أين السائل؟» ، قال : ما رأينا طريقه منفذا ، قال : «ذاكم (٤) جبريل يعلّمكم دينكم ، وما جاءني قطّ إلّا عرفته إلّا اليوم» [٧٢٠٤].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو (٥) الرزاز (٦) ، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي ، نا محمّد بن عبيد بن ميمون أبو عبيد المديني ، نا محمّد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عبد الرّحمن بن الحارث ، قال : حدّثت عن عبد الرّحمن بن صباب الأشعري ، عن عبد الرّحمن بن غنم ـ وكانت له صحبة ـ قال :
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي الكنز : لم يعرفه.
(٢) في م : لم تكن.
(٣) سورة لقمان ، الآية : ٣٤.
(٤) في م : ذلكم.
(٥) الأصل : «عمر» تصحيف ، والمثبت عن م ، انظر الحاشية التالية.
(٦) الأصل : «الررى» وتقرأ في م : «الرزي» وكلاهما تصحيف والصواب ما أثبت ، انظر تهذيب الكمال ١٦ / ١٢٠ ترجمة محمد بن إسماعيل الترمذي.
وانظر ترجمة أبي جعفر ، في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٨٥ وتاريخ بغداد ٣ / ١٣٢.
والرزاز اسم لمن يبيع الرز.