الحذّاء ، والقاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمّد الكاتب ، أنا أبو مسلم عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن مهران ، حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن شعيب بن عبد الغفار في قرية من قرى دمشق يقال لها بجّ حوران.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال :
عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران أبو مسلم الحافظ الزاهد البغدادي ، وما رأيت في البغداديين أورع منه ، وكان أخوه إبراهيم بن محمّد من الحفّاظ الكبار يعتمده جميع مشايخ العراق ، ولم يرحل إبراهيم إلى خراسان ، وأما أبو مسلم فإنه كان أوحد عصره في علم أهل الحقائق ، من الزهاد والصوفية ، ثم تقدم أيضا في معرفة الحديث.
سمع بالعراق وبالجزيرة وبالشام ، وأظنه دخل مصر ، ورد أبو مسلم بنيسابور (١) سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وكتب عن الحسن بن الحسين بن منصور ، وأبي حامد بن بلال ، وأقرانهما ، ثم خرج من نيسابور سنة ثلاث وثلاثين ، ولا أذكر رؤيته في ذلك الوقت ، وأقام بمرو مدة ، وسمع بها الكثير ، ثم دخل بخارى وكتب إلى بغداد في حمل كتبه ، فسلمت وحملت إليه ، فأقام بسمرقند ثلاثين سنة ، وجمع المسند الكبير على الرجال ، وخرج إلى مكة سنة ثمان وستين ، وجاور بها ، وكان يجهد أن لا يظهر للتحديث وغيره.
فحدثني أبو نصر البزّاز (٢) أنه مرض بمكة وكان الناس يعودونه (٣) وهو يخالقهم (٤) بغير أخلاقه التي كان عليها من التقريب لهم والبسط والدعاء ، ويظهر الفرج بأن الله قد أجاب أن يقبض بمكة ، فتوفي للنصف من رجب سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ودفن بالبطحاء بالقرب من الفضيل بن عياض.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، نا محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال :
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي م : نيسابور ، وهو أشبه.
(٢) في م : البزار.
(٣) عن م وبالأصل : يعدونه.
(٤) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن م.