فقال للنبي صلىاللهعليهوسلم قوم من جلسائه : يا رسول الله إنّا نراك قد أكرمت هذا الرجل ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هذا شريف قوم ، فإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه».
قال أبو راشد وكان معي عبد لي يقال له سرحان ، فأسلم معي ، فقال لي النبي صلىاللهعليهوسلم : «من هذا معك يا أبا راشد؟» قلت : هذا عبد لي يقال له سرحان ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «هل لك يا أبا راشد أن تعتقه فيعتق الله عزوجل منك بكل عضو منه عضوا منك من النار» قال أبو راشد : فأعتقته ، وقلت : اشهد يا رسول الله أنه حر لوجه الله ، وانصرفت إلى أصحابي ، فأدركت منهم قوما ، وفاتني منهم قوم (١) ، فأتوا النبي صلىاللهعليهوسلم وسلّموا ، فأسلموا [٧١٠٩].
وقد روي من وجه آخر :
أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا علي بن محمّد بن طوق الطّبراني ، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنا الخولاني (٢) ، نا محمّد بن سليمان بن موسى ، نا أحمد بن عمير ، نا عبد الجبار بن يحيى بن الفضل بن يحيى بن عبد القيّوم ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي راشد.
أنه وفد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له : «ما اسمك؟» قال : قلت : عبد العزّى (٣) أبو مغوية (٤) قال : «بل أنت عبد الرّحمن أبو راشد» ، قال : «فمن هذا معك؟» قلت : مولاي ، قال : «ما اسمه؟» قلت : قيّوم ، قال : «كلا ، ولكنه عبد القيّوم أبو عبيد».
قال ابن مهنا : وأبو راشد هذا هو من ولد رحب بن خولان (٥) ، وليس بداريّا رحبي غيره ، وولده ، ومن ولده جماعة بداريّا إلى اليوم.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري ، وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا ، نا عبد الغني بن سعيد ، حدثني محمّد بن الحسين بن عبد الخالق ، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا
__________________
(١) «وفاتني منهم قوم» ليس في الكنى للدولابي.
(٢) الحديث في تاريخ داريا ص ٥٥.
(٣) بالأصل : عبد العزيز ، والصواب عن م وتاريخ داريا.
(٤) بالأصل وم : أبو معاوية ، والصواب عن تاريخ داريا.
(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «حولان» وفي تاريخ داريا : رحب بن بكر بن حلوان.
وبأصل تاريخ داريا «خولان» وقد صححه محققه «حلوان» عن ابن عساكر.