ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو عبد الله القرشي ، قال : سمعت محمّد بن عمر الأسلمي ، أنبأ ابن أبي الزناد ، عن أبيه قال : أنا بالرصافة حين قدم ابن أذينة على هشام ، فلما دخل عليه قال له :
أنت الذي تقول :
ولو قعدت أتاني لا يعنّيني
قال : قد جئت وأنا أعلم أن ذاك كذاك.
قال محمّد بن عمر قال بعضهم : اتبعه هشام حين انصرف أربع مائة دينار ، وقالوا : أقل ، فاختلفوا.
قال أبو بكر والشعر أنشدنيه صالح بن محمّد القرشي :
لقد علمت وما الإشراف (١) في طمعي |
|
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني |
أسعى له فيعنّيني تطلّبه |
|
ولو قعدت أتاني لا يعنّيني |
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي ، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي ، نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب ، نا علي بن عبد العزيز ، ثنا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي ، قال : دخل ابن أذينة على هشام بن عبد الملك في وفد أهل المدينة ، فلما انتسب له قال هشام : أنت القائل :
لقد علمت فما الاشراف (٢) في طمعي |
|
أنّ الذي هو رزقي سوف يأتيني |
أسعى له فيعنّيني تطلّبه |
|
ولو قعدت أتاني لا يعنّيني |
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : ما أراك إلّا سعيت له ، فلما خرج ابن أذينة ركب راحلته ومضى يقصد المدينة ، فلما دعا هشام بالوفد لجوائزهم قال : [أين](٣) ابن أذينة الليثي قالوا : حشمه كلامك يا أمير المؤمنين ، فرجع إلى المدينة فأرسل في أثره بجائزته.
أخبرنا أبو الحسن بختيار بن عبد الله الهندي ـ ببوشنج ـ أنبأ قاضي القضاة أبو الفرج محمّد بن عبيد الله بن الحسين (٤) البصري ـ بها ـ أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن (٥) التنوخي ـ بمدينة السلام ـ قرأ عليه ، ثنا علي بن عيسى بن علي النحوي ، أنا أبو بكر بن
__________________
(١) في م : الاسراف
(٢) في م : الاسراف
(٣) سقطت من الأصل وم.
(٤) في م : الحسن.
(٥) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٤٩.