أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأ أبو الحسن (١) [بن السّقا ، ثنا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : نا يحيى ، نا الأصمعي إملاء ـ نا مالك ، عن الزهري قال : سألت ابن صعير عن شيء من الفقه؟ فقال : ألك بذا حاجة؟ عليك بهذا ، وأشار إلى سعيد بن المسيب ، فجالسته سبع سنين لا أرى أن عالما غيره ، قال ثمّ تحولت إلى عروة ، ففجرت به ثبج بحر.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن](٢) أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد الله ، أنا أبو حامد بن الشّرقي ، نا محمّد بن يحيى ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا يوسف ـ وهو ابن الماجشون ـ قال : قال لي ابن شهاب : كنت إذا حدّثني عروة ، وحدّثتني عمرة ، صدق عندي حديث عمرة حديث عروة فلما أن تبحّرتهما إذا عروة بحر لا ينزف (٣).
قال : نا محمّد بن يحيى ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، قال : سمعت الزهري يقول : أربعة من قريش وجدتهم بحورا : سعيد بن المسيّب ، وعروة بن الزّبير ، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعبيد الله بن عبد الله ، وكان أبو سلمة كثيرا مما يماري ابن عباس ، فحرم لذلك من ابن عباس علما كثيرا.
كذا قال (٤).
ونا محمّد بن يحيى ، نا أبو صالح كاتب الليث عن ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : لزمت ابن المسيّب ثمان سنين حتى توفي رحمهالله ، وكان عالم الناس ، ثم بعثني عبد الملك بن مروان إلى عبد العزيز ، فإذا عنده إبراهيم بن قارظ الزهري ، فسمعني أحدث عن ابن المسيّب فقال : ما لي لا أراك تحدث عن عروة شيئا؟ قال : فقلت : أو صاحب ذلك هو؟ فقال لي : نعم.
قال ابن شهاب : فلما قدمت المدينة لزمت عروة بعد ابن المسيّب ، فإذا هو بحر لا تكدّره الدلاء.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين [بن](٥)
__________________
(١) الأصل : أبو الحسين ، والمثبت عن م.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٣) الخبر في تهذيب الكمال ١٣ / ٩ وكان متنه مضطربا بالأصل وم فقومنا المعنى بما وافق العبارة في تهذيب الكمال.
(٤) «كذا قال» ليس في م.
(٥) بالأصل : والفضل. تصحيف ، والزيادة عن م.