الخلع والتشاويف والقناديل المعظمة ، قوبل بغاية التعظيم والإجلال ، وعومل بنهايات الاحترام والإقبال ، وألبس الخلع الشريفة الفاخرة ، وأنعم عليه بالضيافة والإنعامات الوافرة ، وحضر إلى المسجد الحرام بنفسه النفيسة سيدنا ومولانا ، المقام العالى السيد حسن المشار إلى حضرته العالية ، أدام الله عزه وإقباله ، ومعه أكابر السادات الأشراف ، وجلس فى الحطيم الكريم تجاه بيت الله المنيف ، ومعه سيدنا ومولانا ناظر حرم الله تعالى شيخ مشايخ الإسلام ، القاضى حسين الحسينى المومئ إليه ، خلد الله عظمته وإجلاله عليه ، وباقى من ذكرنا وسائر الأعيان والأهالى وكافة العلماء والفقهاء والموالى ، واجنمعت الناس حول الكعبة الشريفة ما امتلأ الحرم الشريف بذلك الموكب المنيف ، وفتح باب بيت الله تعالى ، وأحضرت الخلع الشريفة السلطانية والفناديل الخاقانية السنية ، وقرأت المراسيم الشريفة المطاعة فى الأقطار والجهات فوق منبر لطيف بصوت جوهرى يسمعه الخاص والعام ، وألبس سيدنا ومولانا الشريف حسن (نصره الله) خلعتين فاخرتين ، ثم مولانا ناظر الحرم الشريف ثم من كان له خلعة من السلطنة ثم طاف سيدنا ومولانا السيد حسن بالبيت بخلعته على المعتاد والرئيس والمؤذن على يدو للسلطنة الشريفة وله بعلو زمزم علىّ والناس كلهم رافعون أكفهم للدعاء ، إلى أن فرغ سيدنا ومولانا من الطواف ، ودعا بالملتزم الشريف ، ثم صلى ركعتى الطواف فى مقام إبراهيم.
ثم طلع هو ومولانا ناظر الحرم الشريف وبقية الأعيان إلى باب بيت الله تعالى ، ودخلوا الكعبة وأحضرت القناديل الشريفة ، واختاروا لها مكانا بائنا يقع نظر الداخل إلى باب البيت الشريف ، فى أول دخوله إلى الكعبة المعظمة عليها.
وأحضر سلّم يصعد عليه ، وعلقها سيدنا ومولانا السيد حسن بيده الشريفة تعظيما لأمر السلطنة العلية المنيفة ، وقرأت الفواتح فى الكعبة الشريفة وحولها ، ودعت الناس أجمعون ، ورفعوا أصواتهم ، وهم إلى الله تعالى يتدرعون بدوام دولة هذا السلطان الأعظم ، سلطان سلاطين العالم ، خلد الله تعالى خلافته الزاهرة ، وأيد أيام سلطنته القاهرة ، وجمع له بين سعادة الدنيا والآخرة.