وأسلم فيه جماعة من الصحابة رضياللهعنهم ، ولما أسلم فيه عمر رضياللهعنه ظهر الإسلام ، وفيه الآن قبه ومزار يسمى «قبة الرحمن».
وهذه الدور التى اشترتها الخيزران متصلة بهذا المزار الشريف ، وتسمى الآن دار الخيزران ، وكانت قد آلت إلى بعض الأشراف من بنى حسن ، ثم اشتراها صاحبها المرحوم المغفور المبرور المحسن المشكور الأمير المأمون بأجر عين عرفة إلى بلد الله المعمور ، الباذل نفسه وأولاده فى سبيل الله ؛ طلبا لنيل الثواب والأجور ـ دفتر دار مصر سابقا صاحب اللواء السلطانى المنصور السعيد الشهيد المشهور المذكور بالإحسان إلى يوم النشور إبراهيم بيك بن تغرى بردى ، المهمندار أسكنه الله فى دار القرار جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار ، ثم ملكها من المرحوم بطريق الهدية على يد المرحوم رجب جلبى أفندى ، ناظر الدقات السليمية ، حضرة السلطان الأعظم سلطان ملوك العام ، ذى الخلق الحليم والطبع السليم المرحوم المغفور السلطان سليم ، نقله الله إلى جنات النعيم ، وملكه ملكا أعظم من ملكه العظيم ، فملكها ، فهو نشأه زاده يومئذ قبل أن يلى تحت السلطانة العظمى ؛ ففرح بها كثيرا ، واستبشر بحصولها ، ونوى أن ينشئ فيها عمارة وخيرات ، وجهات تصرف إلى فقر هذه الجهات ، فلم يقدر على ذلك ، وزاحمته أمور الملك والسلطنة ، ومحى هذه الكفار ، وافتتاح بلاد قبرص وغيرها ، ولم يمكنه الزمان الجائر ، ولا ساعده الدهر الغادر ؛ ومكن حصل له ثواب ما نواه من الخيرات ، فالأعمال بالنيات ، وإن الأرض لله ، يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
هذه الدار من أملاك ملك العصر والزمان سلطان سلاطين الدهر ، فى هذا الأوان ، صاحب تخت السعادة والإسعاد ، وارث سريره الملك من الآباد والأجداد ، السلطان الأعظم الأكرم السلطان مراد ، خلد الله تعالى أيام سلطنته القاهرة إلى يوم الحشر ، والتناد والهمة العدل فى الرعية لإحياء رسوم المعدلة من العباد.
قلت : ولم أطلع للرشيد مع كثرة خيره على أنه عمر فى أيامه شيئا من المسجد الحرام ، غير أن عامله بمصر موسى بن عيسى أهدى إلى مكة المشرفة